وفي كلمة له أشار عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الدكتور سمير الرفاعي إلى أن القدس ودمشق تؤمان وشواهد التاريخ حاضرة على ذلك وبقيت سورية كما عهدناها دائما في الخندق الأول دفاعا عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني مشدداً على الحاجة إلى وحدة الموقفين الإسلامي والعربي وضرورة اتباع نهج المقاومة كونها لغة الحوار الوحيدة التي يفهمها جيش الاحتلال.
وأكد الرفاعي أن المشروع الاستعماري يستهدف المنطقة العربية برمتها وليس فقط فلسطين لافتا إلى أن سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم شكلا بداية للمخططات التآمرية على فلسطين والمنطقة بغرض تقسيمها وتفتيتها وما يسمى الربيع العربي «هو إحدى نتائج السياسة الغربية الرامية إلى خلق ما يسمى الشرق الأوسط الجديد».
ودعا عضو مجلس أمناء المؤسسة حسام الدين فرفور إلى وضع برنامج عمل منظم لتحقيق نهضة فعلية للشعوب العربية معتبرا أن البكاء والاستذكار النظري لتداعيات وعد بلفور المشؤوم لن يجدي نفعا فلا بد من دعم ذلك بالفعل وتحويل الهزيمة إلى عزيمة والعمل على تحقيق وحدة بين شعوب المنطقة بالتوازي مع تحقيق التقدم العلمي والتقني والتكنولوجي فشعوب المنطقة لن تستطيع حسم الصراع مع العدو دون الاعتماد على العلم والمعرفة.
بدوره السفير الفلسطيني بدمشق محمود الخالدي بين أن وعد بلفور المشؤوم يعتبر في ظاهره ماضيا عمره مئة عام بينما هو محاولة لفهم مشكلات الأمة وما تمر به في الساحات العربية من كوارث ونكبات تتطلب الوقوف عند هذا التاريخ والبحث في جذوره مؤكداً أن إقامة الكيان الإسرائيلي هدفها فصل جزء الأمة الشرقي عن الغربي وإبقاؤها غارقة في التخلف والجهل.
ودعا الخالدي أبناء الأمة العربية إلى الحفاظ على مقومات الوحدة النابعة من الجغرافيا والتاريخ واللغة وتعزيز كل أشكال الترابط على الصعد كافة.
بدوره أكد السفير الإيراني بدمشق جواد تركابادي أن الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري تعزز من مكانة سورية كقلعة صامدة ومنيعة مؤكدا أن وعد بلفور المشؤوم سيبقى وصمة عار على جبين المنظومة الدولية.
وأعرب تركابادي عن تقديره لصمود الشعب الفلسطيني الذي ما زال مستمرا بنضاله من أجل احقاق قضيته وحقه في تقرير مصيره وتحرير أرضه موجها الشكر لموءسسة القدس التي تعزز الاهتمام بالقضية الفلسطينية من خلال لقاءاتها الشهرية لإلقاء الضوء على هذا الموضوع.
من جهته جدد السفير الجزائري بدمشق صالح بوشة موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للشعب الجزائري الذي عانى من احتلال استيطاني مماثل مشدداً على ضرورة وجود نظرة موحدة لدى الأمة العربية تقوم على دراسة الأوضاع الراهنة بالنظر إلى التحولات السريعة في المجتمعات وبناء فكر جديد ونشر المعرفة.
ولفت السفير بوشة إلى ضرورة استخلاص الحكمة من النجاحات والعثرات التي مرت على الأمة ليصار إلى إيجاد آليات ومنهجية جديدة يتم تطبيقها تجاه الواقع مؤكدا أن ما يحدث في المنطقة هو نتيجة استغلال أصحاب المخططات الاستعمارية لنقاط الضعف لدى شعوب المنطقة.
وأكد الوزير المفوض والقائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق رياض الطائي وقوف العراق على مر العقود المنصرمة إلى جانب القضية الفلسطينية والتزامه بدعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه واستعادة أرضه داعيا إلى تشكيل هيئة قانونية مختصة بالبحث والتقصي لإثبات عدم شرعية وعد بلفور.
كما اعتبر الطائي «أن وعد بلفور المشؤوم لم يكن عاملا وحيدا لإقامة الكيان الصهيوني وإنما ما تبعه من مواقف دولية كانت العامل الأخطر في إقامته وأن المسوءولية التاريخية تقع على عاتق كل من ساهم به».
من جهته أشار القائم بأعمال السفارة المصرية بدمشق محمد سليم إلى دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وإيصال المشاريع ذات الصلة بها إلى مجلس الأمن بالإضافة إلى القرارات المتعلقة بالجولان السوري المحتل مؤكدا ضرورة دراسة التاريخ جيداً للوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء إصدار وعد بلفور المشؤوم.
وأكد سليم أن مصر حريصة على عودة الأراضي المحتلة والحقوق الفلسطينية وهو ما جعلها تكثف جهودها لدعم توحيد الصف الفلسطيني حيث تم التوقيع على اتفاق إنهاء الانقسام بين الأطراف الفلسطينية في القاهرة.
وفي بيان صادر عنها دعت المؤسسة إلى حراك إعلامي وقانوني لتجريم بريطانيا على وعدها وتسهيلها اغتصاب فلسطين من أهلها لمصلحة العصابات الصهيونية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني اشنع وأبشع الجرائم.
وأشار البيان إلى التركيز على أن بريطانيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية ومطالبتها مع الدول الغربية بتصحيح الخطأ التاريخي الذي نجم عنه تشريد الشعب الفلسطيني وسلب أرضه وممتلكاته بالإضافة إلى مطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام بكشف السجل الإجرامي للاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية خلال فترة الانتداب وتثمين تضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله منذ الاحتلال البريطاني حتى يومنا هذا والتأكيد على أن المقاومة حق مشروع متأصل لدى الشعب الفلسطيني.
يذكر أن مؤسسة القدس الدولية تأسست في بيروت عام 2000 وافتتح فرع لها في دمشق عام 2008 كمؤسسة مدنية مستقلة تضم شخصيات وهيئات عربية واسلامية وعالمية غايتها العمل على انقاذ القدس والمحافظة على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.