وبينما تبجح أردوغان أمام نواب حزبه الحاكم في البرلمان التركي أمس الأول بأنه بحث خلال الاتصال مع ترامب، مواضيع مهمة أبرزها ما يتعلق بالموقف الأميركي من وحدات «حماية الشعب الكردية وقوات قسد» في سورية، ويبيعهم المزيد من الكذب بأن تركيا والولايات المتحدة على الموجة نفسها، متكئاً في ذلك على تصريحات بعض مسؤولي البيت الأبيض والتسريبات الصحفية التي تقول: إن الولايات المتحدة أوقفت دعمها وتسليحها للأكراد في سورية، حتى جاءه الرد سريعاً من إحدى أدوات واشنطن على الأرض السورية، معلنة وصول مئات الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى أيدي ما يسمى بـ»قوات سورية الديمقراطية» في مدينة القامشلي بالجزيرة السورية.
اليوم وبالتوازي مع الانتصارات التي تحققها الدولة السورية في ميادين القتال والسياسة ضد الإرهاب وداعميه، وتجسيداً لتأكيد دمشق الدائم على مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي يصون وحدة سورية أرضاً وشعباً ويحمي سيادتها واستقلالها ويحقن الدم السوري، تشارك سورية في «جنيف 8» بكل جدية من خلال وفد رسمي يمثلها في مباحثات هذه الجولة، غير أن ما يجري في «كواليس جنيف الجانبية» يشي بأن وراء الأكمة ما وراءها، وطلب دي ميستورا بتمديد هذه الجولة، يشير بشكل واضح أن النية الأميركية المشبوهة قد حضرت بعد تواريها عن الأنظار في الجولات السابقة.
وما بين ما يجري في جنيف وأنقرة وواشنطن تبقى ثوابت سورية هي الفاعلة والمستقطبة لكل الآراء والمواقف الدولية المنصفة والمؤمنة بمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي، بينما تذهب تلونات النظامين التركي والأميركي أدراج رياح القوانين الدولية التي تؤكد على الدوام أن محاربة الإرهاب الحقيقية أولوية، وأن أي وجود عسكري لأي دولة على الأراضي السورية دون موافقة حكومتها غير شرعي ويجب أن يزول وفوراً.