تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اعترافاته... أبي ... بسمة الأمل !

آدم
الاربعاء 20/6/2007
حاضرون ومغيبون , متسلطون بحكم الرجولة , لكننا مسكونون بالعاطفة , نتظاهر بالقسوة , وتدمع عيوننا عندما يبادرنا أولادنا بالحنين والحب ..

نكون أولاد فجأة ... نصبح آباء , وتبقى أحلام الطفولة تأبى أن تكبر فينا , نشتاق لمرابع ترعرعنا فيها , حتى نصير أولادنا الذين كبرنا وماكبروا .‏

نرى آباءنا ونحن آباء فنصبح بلحظة أطفالاً عند آبائنا ..‏

نحن الرجال .. صدقوا أولا تصدقوا ... نحنّ إلى حضن الأب أكثر من حضن الأم .. نحس منه القوة , ونستمد الجلد ... ونرتجف خوفاً لفراق لابد منه ... لكننا لانحصل على هذا الحضن لأننا رجال .. وآباء .. أي أننا ملزمون بقناع الجدية والحزم ..‏

في سنوات الشباب , تمنيت أن أكون أباً , لآخذ عن كاهل أبي تعب العمر الذي أفناه في تربيتنا , لأحس بشعوره , وهموم الأرض التي بنت قصراً فوق منكبيه , ولأتعلم منه سر البسمة التي تعطي أملاً بالكاد يملكه ..‏

عرفت يا أبي ما معنى ان تكون أباً , أن تكون أرض الحنان تروى من عرق وأعصاب ودم , عرفت كيف تكون أنت لي فسحتي وراحتي , وطمأنينة القلب الموجوع ..‏

لأنك مثلي تعرف معنى انكسار الرجولة .. وقهر الحياة التي لاترحمنا...‏

ما أعظمك يا أبي .. أن تكون لطفولتي أباً , ولأبوتي أباً ولأبنائي جداًوأباً... أحاول أن أحتوي عمرك ... وأعوض من عاطفة قلبي نبل قلبك .. أسابق الزمن فأجد نفسي على شطآن عطائك ومحبتك لا أتقن الابحار ..‏

واعترف لك أنني أصبحت أباً .. لكنني أمامك أكون الابن الذي لم يكبر بعد .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية