|
هذا ..الحاضر الغائب.. آدم إذ رأى أن المرأة هي من تحمل وتلد وتزرع وتربي فتجسدت له في المرأة القدرة على تواصل الخلق واستمرار النوع بل عبد الربة الأنثى عشتار لأنها رمز الخصوبة لكن ذلك المفهوم لم يبق على حاله ومع تطور الحضارة الإنسانية أدرك الجميع دور الرجل - الأب في تلك العملية والذي تحول بدوره لحاكم سرعان ما انتهت إلى يديه كل السلطات!
هنا لن أخوض في سيادة الرجل بل في نظرته إلى معنى الأبوة, والعالم يحتفل بعيد الأب الذي لم يكرس في مجتمعنا بعد ولم ينل الاعتراف به على قائمة الأعياد. لطالما سمعت مثلا دارجا تتداوله النسوة: الرجل جنى والمرأة بنى وفي هذا كثير من المنطق والمصداقية على أرض واقع كان قائما لزمن طويل أما الواقع الراهن فيقول: إن كلا من الرجل والمرأة شريك في عملية الجني والبناء وهذا يستدعي تشاركية متكاملة في وظائف الحياة اليومية لست هنا بصدد التنظير والفلسفة لكنني ومن خلال الحياة المعيشة خرجت بما يشبه القناعة بأن الرجل - الأب لا يمارس دوره كما هو مطلوب واقتصر في أحايين كثيرة على مهمته التقليدية في جني المال وتأمين مستلزمات رفاهية العائلة وهذا عمل جليل ولكن اين الأب القدوة والمثال? ترى كم من الوقت يجلس هذا الأب مع اسرته? كم ساعة يلعب فيها مع الاطفال? كم ساعة يقضيها في تدريسهم ومتابعة همومهم? قد تتمكن الأم من القيام بدور الأب لكن إلى حين ولا يمكن وتحت اي ظرف ان تحل محله- الا في استثناءات خارجة عن الارادة- إن الرجل في سعيه لتأمين معيشة الاسرة فقد الكثير من دوره الحميمي مع الأولاد وركنا هاما من اركان الاسرة الصحية, اعرف حالات كثيرة عن غياب الاب المسافر بعيدا, يأتي للزيارة وإغداق الهدايا وجرعة مركزة من الحب فيبادر طفل يناديه ( عمو) بدلا من ( بابا). واعتقد أن كل أموال العالم لن تعوض الأب جمال كلمة بابا يتلفظ بها طفل يحبو نحوه.. suzani@scs-net.or g
|