مع نظيرهم سيرغي لافروف بفتح باب المفاوضات بشأن اتفاق شراكة مستقبلا, وقد صرح رئيس الدبلوماسية الأوروبية خافيير سولانا بأنه يتوجب علينا العمل, ونأمل بأن تحل المشكلة قريبا.
وكان تأكيد رفض موسكو, رفع المقاطعة المفروضة على اللحم البولوني منذ نحو سنتين مخيبا للأمل. لقد تم تشجيع وارسو على الإبقاء على حظر إطلاق مفاوضات الإتحاد الأوروبي وروسيا الهادف للتوصل إلى تعاون تجاري وسياسي كما في مجال الطاقة.
لقد أضيف هذا الخلاف التجاري إلى أسباب أخرى ولعل التصدي لمظاهرات المعارضة التي جرت أمام الكرملين قد أثارت وبشكل كبير قلق الأعضاء الأكثر حساسية لقضايا حقوق الإنسان كالمملكة المتحدة.
من جهة أخرى , لم يستحسن الإتحاد الأوروبي حساسية موسكو حيال عزم الولايات المتحدة إقامة درع مضاد للصواريخ في التشيك وبولونيا, ولاسيما أن الدول ال 27 تعارض موسكو بخصوص قضية الوضع النهائي لكوسوفو, إذ تنتقد روسيا الحليفة للصرب خطة اهتيساري والمدعومة من أوروبا والتي تميل لصالح استقلال الإقليم مستقبلا.
ويضيف ديبلوماسي آخر بأن ( الكرة الآن في ملعب الروس. إذ ترجع إليهم رغبتهم الالتزام باتفاق التعاون) وأن ثمة شعور من الملل يخيم على الأوروبيين.
يبدو أن السياسيين الروس أشد نقدا للاتحاد الأوروبي: يقولون إنه من الصعب فهمه.. إنه بيروقراطي ومتغطرس.
فعلينا نحن الأوروبيين أن نأخذ هذه الإنتقادات على محمل الجد, كل ذلك يشير إلى حاجة ملحة لزيادة الاستثمار المتبادل وليس الإقلال منه. فالشراكة المثمرة والحقيقية تقوم على الاحترام والتسامح قبل كل شيء.
وفي حين يعتبر الإتحاد الأوروبي روسيا قوة عظمى تساهم في الحفاظ على السلام والاستقرار الدولي وهي إلى ذلك شريك ضروري في كل جهد يرمي للكشف عن شبكات غير مشروعة للمخدرات والأسلحة الخفيفة و البشر تنطلق من تلك المناطق باتجاه الاتحاد الأوروبي, فإن روسيا بحاجة أيضا للاتحاد الأوروبي الذي يبلغ تعداد سكانه أكثر من 455 مليون نسمة ويتجاوز إجمالي ناتجه المحلي ال 10 مليار دولار.
فهل ستبني روسيا والاتحاد الأوروبي شراكة دائمة ومثمرة أم أن علاقاتهما ستكون مبنية فقط على المصلحة وعلى المدى القصير?