تحليلاً لما قد يطرأ على التفكير الأميركي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، والخلاصة التي وصل إليها المقال المذكور هي أن الولايات المتحدة الأميركية ستبحث عن عدو جديد بعد زوال العدو التقليدي (الاتحاد السوفييتي) فإن لم تجده فإنها ستصنعه، وهو ماكان في أفغانستان على الأقل !1
على كل حال وكما أسلفت فما تقدم هو للمقاربة فقط وكأرضية لإسقاط ماهو آت من كلام .....
عندما تختلف أنت وزوجتك وتعتقد أنك وصلت إلى طريق مسدودة معها بماذا تفكر للخروج من هذه المشكلة ؟
هل تتناقش معها كطرفين متكافئين وتضعان معاً كل الأوراق فوق الطاولة بحثاً عن حل قليل الضرر بالنسبة لكما ولأولادكما أم أن الحل الذي يقفز إلى الواجهة هو مشكلة جديدة قد تكون أكبر من المشكلة الأساسية كأن تقعد الزوجة دون واجباتها نكاية بالرجل أو يهدد الأخير بالزواج مرة ثانية لتجد الأمور نفسها فوق صفيح ساخن يوّتر بالمشكلة ولايحلها...
لاحظوا هذا الترتيب المبسط لمثل هذه المشكلة : خلاف بسيط قد يكون بسبب زيارة أو بسبب ضيف غير مرغوب به أو بسبب مجاملة لشخص غير محبب من طرف يعقبه جدال عقيم لايحسن فيه أي طرف امتصاص فورة الطرف الآخر ينتج مشكلتين دفعة واحدة الأولى هي تطنيش الزوجة عن واجباتها ، والثانية هي تلويح الزوج بالزواج مرة ثانية وقد يحصل هذا الأمر !!
هذه حالة أما الأخرى فلاتحتاج للكثير من الشطارة في تشخيصها وتوصيفها لنأخذ مشكلة البطالة مثلاً المشكلة موجودة لكن ماهي الحلول التي حضرت معها ؟
على المستوى الرسمي كانت هيئة التشغيل التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هي أكبر حاضنة للمشكلات ... لن أدخل في تفاصيل المشكلة «الحل» ولكن سأشير إلى مشكلات جانبية ظهرت مكان الحل أو في انتظاره ....
آلاف الشباب قدموا أوراقهم إلى هذه الهيئة وكلهم أمل بأن يجدوا من خلالها حلاً يضعهم على سكة الحياة العملية ولكن وهم ينتظرون هذا الحل تحول قسم منهم إلى دكاترة في الطرنيب والتركس وغرق قسم آخر بعادات لاتليق بهم ، أليست هذه المشكلات أكبر من البطالة ذاتها ؟
عندما يكون أحدنا غير واثق بنفسه أو لأنه لايمتلك مقومات التميز في عمله ماذا يفعل ؟
على الأغلب لايسعى إلى تطوير قدراته ويرفض فكرة التعلّم ممن هم أكثر خبرة منه فتبقى مشكلته كما هي ويضاف إليها مشكلات أخرى مثل الحفرة للناجحين وتسطير «التقارير ومحاولات الإفشال ....الخ
مانريد قوله هو أن عجزنا الداخلي غالباً مايدفعنا إلى محاولة لفت النظر عن هذا العجز فنكذب على أنفسنا وندعي تعرضنا لأبشع أنواع الظلم وأن الدنيا كلها تحاربنا ولهذا نخرج من فشل لنقع في آخر دون أن نكون قادرين على مواجهة الحقيقة ولوبيننا وبين أنفسنا لذلك نرد على هذا الضعف حتى دون أن يسألنا أحد عنه !!
الناجح في عمله «باختلاف مقاييس النجاح» يعتقد أن الدنيا كلها تحسده على نجاحه والفاشل في عمله يعتقد أن الدنيا كلها تعمل على إفشاله وكان الله في عون هذه الدنيا التي عليها أن تحتضن الجميع ناجحين وفاشلين.
لاشك أن الهروب من مشكلة إلى أخرى على أنها هي الحل لن يغير في الأمر شيئاً لكنه قد يكون مخرجاً آنياً لحالة انفعالية معينة وعندما تهدأ النفوس سيكتشف من فعل ذلك أنه أصبح في مشكلتين بعد أن كان في مشكلة واحدة ...
عندما يكون أبناؤك دون المستوى في المدرسة فابحث عن سبل تقويتهم، وتطوير قدراتهم بدل أن تشتم المدرسة والمعلمين أو كما يقولون :
بدل أن تلعن الظلام اشعل شمعة !!