تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللعــــــب علـــــى الأمـــل...

فضائيات
الأحد 3-1-2010
غسان يوسف

كل من تابع سهرات رأس السنة على الفضائيات العربية لاحظ أن قليلا منها خلا من منجم يقرأ الطالع, ويتنبأ للناس بحظ جميل أو تعيس خلال العام!

وقبل الدخول في جدلية وصحة ماقاله هذا أو ذاك سأقول إن الفلك علم،وبالتالي من يتكلم عن النجوم يجب أن يكون قد درس علم الفلك على الأقل،أو ألم بشيء منه،لا أن يأخذ بعض ما كتبه الآخرون وربما يكونوا هؤلاء أقل منه ثقافة وعلما!‏

لكن الرائج اليوم عند البعض هو الدخول إلى الانترنت ونقل وترجمة ما تيسر حول الأبراج ورشها كالببغاء على المشاهدين البسطاء الذين يظنون أن مستقبلهم متوقف على ما يقوله هذا المنجم أو ذاك.‏

لكن البعض يقول :إن بعضهم كان صادقا فيما يقول لأنه تنبأ بزلزال ما،أو حادث ما،أو مقتل زعيم أو نشوب حرب..!والسؤال متى خلت الدنيا من الحروب والزلازل والاغتيالات...؟‏

والسؤال الآخر لماذا ازدادت في الفترة الأخيرة مسألة التنجيم وأصبح البعض يترقبها من عام إلى آخر؟‏

الجواب:لأن الفضائيات العربية وبدافع تعبئة الوقت أو المنافسة عمدت للترويج لهؤلاء حتى أصبح البعض يرى أن مهنة التنجيم هي أفضل مهنة للكسب،ولاتتفاجؤوا إذا علمتم أن أطباء ومهندسين قد تحولوا إلى هذه المهنة!‏

إذا فضائياتنا العربية وباستضافتها هؤلاء المنجمين إنما تضفي عليهم مصداقية لايستحقونها وبالتالي هي تشارك في تضليل مشاهديها وترويج أمور قد يكون مكانها خلف الشاشات حتى لانقول أكثر!‏

إذا كان التنجيم وحسب ما قرأنا في كتب التاريخ هو اللعب على الأمل أو على خوف الإنسان من المستقبل فإنه اليوم ليس أكثر من إعطاء جرعة أمل لعاطل عن العمل أو فاشل في مهنة أو مدع بان الحظ يعاكسه...‏

وليلاحظ الجميع إن من يهتم بتنبؤات الفلك إنما تتراوح أعمارهم ما بين سني المراهقة والشباب!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية