تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجّــــــار للوهـــم... وبالعملــة الصعبـــة!!

فضائيات
الأحد 3-1-2010
لميس علي

بكل جرأة تصل حدود الصفاقة ...وبنفخة صدر بالونية لها أن تعطي مدلول الحماقة..يطرحون أنفسهم كمستشارين،كمرشدين.

حجتهم ..انه لطالما كان هناك دائما مستشار روحي،مالي،إعلامي، إلى آخر القائمة...،فما المانع من وجود مستشار من نوع خاص جدا...‏‏

‏‏

لكن ما الصفة التي يلحقونها بأنفسهم ...ولماذا نسي عالم الغيب(مايك فغالي) لدى ظهوره في برنامج(وأنا كمان)-على شاشة (ام تي في)اللبنانية،من أن يسم نفسه بسمة ما،أن يضع لاحقة تزيل أي غموض عن كلمة مستشار.‏‏

هل لنا أن نقول انه مستشار باراسيكولوجي،ما ورائي...ماهو الماوراء الذي يختص به؟‏‏

وفقا له هو يعتمد على الصوت والإحساس- إحساسه ..فماذا عن إحساس صاحب العلاقة،الشخص المعني،والذي يأتي إلى أمثال فغالي طالبا الرأي لاتخاذ قرار ما..‏‏

‏‏

هؤلاء قارئو الغيب- مدعوه:يضخمون ذرات إحساسهم وان كانت خلبية على حساب إحساس،إدراك،فهم،عقل...أي شخص يقع ضحية جهله ووقاحة تنبؤاتهم.‏‏

سنويا تتبارى الكثير من محطات التلفزة العربية باستقدام هؤلاء قارئي الغيب..يمطرون الفضاء العربي،توقعات،تنبؤات،حظوظات بختية،ويطيلون الحديث،عن أبراج غربية وصينية.‏‏

في حلقة (وأنا كمان بشوف الغيب)الأخيرة لم تأت على المنوال المتبع في عموم القنوات،إذ حاولت الإعلامية هيام أبو شديد التنويع إن على صعيد الضيوف، أو الأسئلة.‏‏

حضر في الاستديو كل من الإعلامية الفلكية زينة قباني،الإعلامي والباحث في قضايا الماورائيات سمير فرحات بالإضافة إلى وجود مايك فغالي،وتاجر التحف شربل،تواجد كنموذج للشخص الذي يستشير عالم غيب للمساعدة في اتخاذ القرارات.‏‏

انقسم الحضور إلى فريقين،و إن كانت النسبة هي (واحد إلى أربعة)فيمكن استقراء ميل المقدمة لنقض كل ما يأتي به الفريق المؤيد لوجود هكذا-هل نطلق عليها مهنة،حرفة،صنعة-..هي تجارة فيها الكثير من الحيل والخزعبلات،وسوق الهبل على الشيطنة يتطلبها الكار.‏‏

عدة الشغل هذه تسميها زينة قباني تطوير الحاسة السادسة،وسماها فغالي زيادة إحساس،تطّور الأمر لديهما فيطلقان عليه(علما)...!‏‏

ينفي فرحات تسمية هكذا ادعاءات بالعلم،ويجاهر:الأبراج مجرد خرافة،يواجه فغالي بكذب كل توقعاته للعام الفائت،ويدحض حقيقة أن يكون المكان الذي تلقت به قباني أسرار هذا العلم ،بالجامعة المعترف بها دوليا.‏‏

التركيبة التي اعتمدها البرنامج من حيث مرجعيات الضيوف(عارفة بالأبراج،قارئ للغيب،شخص يؤمن بهذه الأمور)قبالة فرحات،الذي يقف على الضفة الأخرى.‏‏

هذه التركيبة مع التأكيدات الدائمة من نموذج حي حقيقي(شربل) يؤمن بمقدرات أمثال فغالي،لربما أدت إلى ردة فعل عكسية لدى جموع المشاهدين ضعيفي الإرادة،فالغلبة العددية لها تأثيرات قد لاتبدو ملحوظة للوهلة الأولى،على الرغم من قوة الحجة والمنطق العلمي الذي يسوقه فرحات.‏‏

(كشف المستور)،و(قراءة الغيب)،وغيرها من عناوين تدغدغ لاشعور المتلقي ملعب يتبختر به هؤلاء تجار الوهم،وبائعو الكلام الفارغ والفاضي،يجدون تربة خصبة في عقل البعض..فهل امتدت خصوبة تلك التربة حتى تطال القائمين على المحطات العربية...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية