وعلى هذا يعتمد الباحث على السياقات والقرائن من الشعر الجاهلي حتى الصحف في عصرنا الحالي ويمكن أن يستخرج من ذلك الكثير من المعلومات التي لا يجدها في القواميس وهذا لا يتم إلا بالتنظيم والاستعانة بالحاسب.
هذا ما قدمه أ. د. محمد زكي خضر في تقريره إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /مكتب تنسيق التعريب/ حيث أشار قائلاً: إن أهم ما تختص به الذخيرة اللغوية العربية هو أنها تتناول الاستعمال الحقيقي للغة العربية من أقدم العصور حتى العصر الحاضر، فالنصوص أو السياقات هي التي ينبغي أن يعتمد عليها لتحديد معاني المفردات ولا يكتفي في ذلك بالمعاجم الموجودة، ثم إن ما سيترتب على ذلك من المنافع هو شيء عظيم لأن البحث عن مفردة أو صيغة أو بنية تركيبية قد يتطلب زماناً طويلاً وقد لا تفي بكل ما يطلبه الباحث وسر الذخيرة إنها فهرسة كبيرة شاملة لكل ما أنتجه الفكر العربي منذ الجاهلية إلى يومنا هذا.
وأضف إلى ذلك أنها آلية سريعة ثم يمكن أن نعرف بالضبط المعاني التي قصدها المستعملون للغة العربية عبر العصور وهذا متعذر على الباحث الذي لا يستعين بالأجهزة الحديثة، ولا ينبغي أن يعتقد الباحث اللغوي أن هذه الذخيرة وهذا المعجم ستلغى بهما الأعمال العظيمة التي ينجزها العلماء، فالذخيرة هي هذه الأعمال نفسها وليس فيها إلا ما يحرره العلماء. ويجب أن يضم مشروع الذخيرة اللغوية العربية:
- المؤلفات ذات القيمة الكبيرة في الآداب والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.
- المحاضرات الجامعية القيمة المنشورة.
- المقالات ذات القيمة المنشورة في المجلات الأدبية والعلمية.
- جميع المعاجم العربية والمزدوجة اللغة القديمة والحديثة.
هذا ويجب أن يراعى عند البدء بتنفيذ الذخيرة اللغوية أن تعطى الأولوية في تخطيط العمل إلى المصطلحات العلمية نظراً إلى الأهمية القصوى التي تكتسبها المصطلحات بالنسبة إلى تعريب العلوم في البلدان العربية ونتيجة لذلك سيمكِّن إنشاء الذخيرة اللغوية في تحقيق ما يأتي:
- رصد دقيق وشامل لاستعمال العربية في إقليم خاص في عصر من العصور.
- رصد منتظم للاستعمال الحقيقي لمصطلحات ميدان فني معيّن.
- تصفح لمعاني الكلمات من خلال سياقاتها عبر الزمان.
تحليل لغة كاتب أو شاعر وإحصاء مفرداته بكيفية آلية وغير ذلك.