تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحلــــــة كلمـــــة..

ثقافة
الأحد 3-1-2010م
ديب علي حسن

تنمو معاني الكلمات وتتطور كما الكائن الحي، تولد بمعنى وتنتهي إلى معنى آخر، وبين المعنى الأول والأخير الذي وصلته ثمة معانٍ أخرى كثيرة،

أقول وصلت إليه ولمَّا تستقر لأنّ الرحلة طويلة طويلة، وربما ستأخذ معاني جديدة ولكنها على صلة بالمعنى الأول، وهذا يسري على الكلمة العربية الأصيلة كما يسري على المعرّب أو الوافد أو سمِّه ما شئت.‏

وربما كانت لغتنا العربية أحوج ما تكون إلى معجم تاريخي يرصد تطور الدلالات ولكنّ أحداً من المعنيين لا يكلف نفسه عناء ذلك، مع أن مجامع اللغة العربية الباردة هللت كثيراً لهذا المشروع، وكان الباحث برهان بخاري قد أشار إلى ذلك منذ سنوات، وربما نجد أن أساس البلاغة للزمخشري قدّم المادة الأولية لذلك، وضع مثل هذا المعجم مهمة قومية لا يقوى عليها مجمع بمفرده ولا بدّ من جهود مضنية.‏

ومن باب الانتقاء نختار كلمة، نقدم محطات في رحلتها ومعانيها وسندنا في ذلك المعجمات، وبالتأكيد زادنا ليس كثيراً في هذا المجال ربما يصل إلى (50) كلمة أو أكثر نقدمها في هذه المحطة السريعة.‏

- الأستاذ...‏

في المعجم الوسيط الأستاذ: المعلّم (معرب) والماهر في الصناعة يعلمها غيره، ولقب علمي عالٍ في الجامعة (ج) أساتذة وأساتيذ، والأستاذية مصدر صناعي من كلمة أستاذ.‏

ولكن ماذا عن الجذر والأصل..؟!‏

في معجم الكلمات الفارسية، في المعاجم العربية/ معجم عربي فارسي تأليف: جهينة نصر علي جاء في الصفحة 27: الأستاذ كلمة فارسية، أصلها أستاد، وتلفظ بالفهلوية (أوستات) ومعناها الماهر بالشيء العظيم، دخلت هذه الكلمة العربية، فعربت وحافظت على معناها، يقولون للماهر بصنعته أستاذاً، ولا توجد هذه الكلمة في الشعر الجاهلي، واصطلحت العامة إذا عظموا الخصيّ أن يخاطبوه بالأستاذ، وإنما أخذوا ذلك من الأستاذ الذي هو الصانع، لأنه ربما كان تحت يده غلمان يؤدبهم، فكأنه أستاذ في حسن الأدب، ولو كان عربياً لوجب أن يكون اشتقاقه من (ستذ) وليس ذلك بمعروف.. انتقلت كلمة الأستاذ إلى العامة بلفظ (أسطى) أي الماهر في حرفته، قال كثير عزة:‏

إذا حلل العصب اليماني أجادها/ ألفُّ أساتيذٍ على النسج دٌرّب. ترى هل يهربون من لقب أستاذ إلى دكتور لأنهم لا يتشبهون بالخصي..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية