|
كي لا يخسر الوطن..!. خارج السرب وسلمنا معهم بضرورة التعامل مع كل مؤسسة وشركة حسب وضعها التجاري وميزانياتها السنوية!! وإذا بررنا للجهات المعنية عدم قدرتها على اتخاذ قرارات ما بشأن الشركات والمؤسسات الخاسرة, او تلك التي هي على الحد لأسباب مختلفة, فبماذا نبرر ما نلمسه من مواقف واجراءات تجاه المؤسسات والشركات الرابحة.. والفاعلة?!. لقد انقضت سنوات على اطلاق تصورات للتعامل مع شركات القطاع العام الصناعي والانشائي حسب اوضاعها.. أو بالأحرى حسب معايير الريعية الاقتصادية, ولا نزال نكررها حتى اليوم, مع علمنا الأكيد بأن الخاسرة منها تزداد خسارة, وتلك التي على الحد تتحول مع الايام الى خاسرة, أما الرابحة فلن تستطيع مقاومة الصعوبات التي تعانيها, والمصير الذي ينتظرها اذا لم تتوفر لها عوامل المنافسة واستمرار البقاء والنهوض, وهي حتى الآن عديدة, وتضم كوادر وخبرات عالية, ولا تزال لديها الامكانيات التي تستطيع من خلالها وبقليل من الدعم التشريعي أن تنهض وتقف بصلابة في السوق.. وتفوز, ومنها مؤسسة الاسكان العسكرية!.. هذه المؤسسة التي وعينا عليها ليس كمؤسسة حكومية تتبع وزارة.. بل ربما كاتحاد مؤسسات تقوم بمهام عدة وزارات, كالصناعة, والتعمير, والري, والقوى البشرية وغيرها, وقد تواجدت لسنين عديدة على كل مساحة سورية فبنت وانجزت وأهلت الكوادر.. بل وامتد نشاطها الى دول عربية واجنبية صديقة فازت فيها بمناقصات دولية!!. الآن ما وضع هذه المؤسسة?! في الظاهر لا تزال تبني, وهي تبني بالفعل مشاريع تتفوق فيها حتى على القطاع الانشائي الاجنبي, ويمكن الحديث عن أكثر من مشروع فيه ما فيه من تعقيدات هندسية وفنية وتتعامل معها كوادرها بكل مسؤولية علمية. أما فيما لا يعرفه الناس عنها فهو معاناتها في أكثر من جانب وأكثر من مجال, وهنا لن أعدد المعوقات التي تواجهها والتحديات التي ينبغي ان تتغلب عليها, والعراقيل التي توضع في طريق بقائها, فالجهات الحكومية المعنية على علم بها, لكنني أتمنى على هذه الجهات ان تحافظ على البقية الباقية من مؤسسات هي اليوم اداة قوية بيد الدولة يمكن الاعتماد عليها في بناء سورية وصروحها الانشائية في السدود وقنوات الري واستصلاح الاراضي والجسور وغيرها, ويمكن الاعتماد على كوادرها عالية الخبرات والتأهيل!. مؤسسة الاسكان العسكرية وعدد من مؤسساتنا وشركاتنا العامة تقف اليوم على قدميها وتستطيع النهوض, لكننا لا ندري الى متى يمكن أن يستمر ذلك إذا لم نعالج اوضاعها!. فلنساعدها على أن تستمر واقفة وعصية على الكسر وإلا فالوطن هو الخاسر!.
|