تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أحلام مشروعة

حدث وتعليق
الأحد 3-1-2010
حسن حسن

مع إطلالة العام الجديد، سادت العالم تفاؤلات قوية بأن يعم الكرة الأرضية السلام والوئام ،وأن يشهد العالم نظاماً دولياً جديداً تحكمة معايير جديدة يقول عنها مايكل ميندلباوم إنها ستتصف بالسلم كأساس مفضل للعلاقات بين الدول.

لكن ماحصل خلال عام 2009 من تطورات وأحداث لايبدو انه يشير الى تحقق تفاؤل شعوب العالم أو مايتنبأ به خبراء السياسة ، فعلى صعيد المنطقة وحدها تزداد الاحوال في العراق واليمن والصومال سوءاً وربما تتفاقم خلال 2010 ،والصراع الدامي بين العرب وإسرائيل شهد تصاعدا خلال الفترة الراهنة . وعلى الصعيد العالمي تحاول بعض القوى العظمى شن مزيد من الحروب والفوضى بينما تشهدالقارة الإفريقية حروبا عبثية للعرب منها نصيب في جنوب السودان وغربه ، وتفتك بها المجاعات والأوبئة التي حصدت أرواح ملايين الافارقة حتى الآن.‏

عام جديد واحلام انسانية قديمة قد لاتتحقق، لكنها تبقى حقا مشروعا، فعندما تزداد الهوة بين الامل والطموح وبين الواقع اتساعا .. يصبح الحلم زادا يعين البشر على التحمل والصبر .. فهل ماجرى في العالم يغير او يساهم في تغيير - أو حتى يطلق ارادة تغيير - خارطة الرخاء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في العالم .. تلك الخارطة التي تتصدرها هوة بين الشمال والجنوب ، بين الدول المتقدمة جدا والدول الفقيرة في كل شيء،والتي يطلق عليها تأدبا الدول النامية ؟! .. هل يساهم كل ماحدث في مراجعة لأحداث العالم التي شهدها العام الذي مضى في تضافر حقيقي وجاد لكل القوى من اجل تخفيف معاناة البشر ليس فقط من مظاهر الطبيعة ، بل من كل مايعكر سلام العالم وأمنه ورخاءه؟!‏

اليوم نستقبل عاما جديدا بأحلام قديمة لم تتبدل ولم تتغير ، ربما لأنها لم تتحقق ولانها تجسد رغبة صادقة في انهاء كل مايسبب معاناة البشر وأحزانهم .‏

ان يتوقف نزيف الدم في العراق .. أن يتخلى الارهاب عن فكره الدامي ويتوقف عن ترويع الآمنين في شتى بقاع الارض متذرعا بحجج ومنطق سقيم .. فليس بلغة الموت والدمار يكون الحديث عن الحياة وليس من أنقاض الخراب يخرج الرخاء والاستقرار.‏

أن تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني وينعم بحقه المشروع في دولة مستقلة ذات سيادة تحتضن أحلامه وترسم مستقبله ،أن يشهد عامنا الجديد سعيا حقيقاً ومخلصاً وصادقاً لتقليل الهوة الحضارية والاقتصادية والاجتماعية بين الشمال والجنوب .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية