تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رذاذ... هل نحن أمام أزمة كهرباء متجددة..?!

اقتصاديات
الاربعاء 20/6/2007
نبيل الملاح*

فوجئت يوم الخميس الماضي بانقطاع الكهرباء حوالي الساعتين فاعتقدت أن هناك عطلا طارئا, وتكرر الانقطاع في اليوم التالي

ما دعاني الى الاتصال بقسم طوارىء الكهرباء لمعرفة سبب هذا الانقطاع فأجابني الموظف المختص إن الانقطاع يأتي ضمن اطار التقنين.. وتساءلت: لم نسمع عن هذا التقنين ولم يعلن عنه في أية وسيلة من وسائل الاعلام?! وما إن انهيت الاتصال حتى مر في مخيلتي شريط أزمة الكهرباء الحادة التي عشناها في عام 1994 والتي على أثرها أعفي وزير الكهرباء في حينه.‏

وبالفعل شعرت بقلق شديد, فالمعاناة وقتها كانت كبيرة والأزمة كانت حادة, ولولا تدخل الرئيس الراحل حافظ الأسد المباشر وتوجيه الحكومة باعطاء الأولوية لمعالجة الأزمة وانشاء محطات توليد جديدة, لاستمرت فترة أطول بكثير.‏

وبدأت اتساءل كيف تتجدد أزمة الكهرباء وقد أقيمت عدة محطات توليد تغطي حاجة القطر لعقدين من الزمن على الأقل, وشعرنا أن أزمة الكهرباء لن تتكرر عندما سمعنا أن سورية زودت الدول المجاورة بالكهرباء, ومن عاش تلك الفترة العصيبة نتيجة أزمة الكهرباء يشعر بنشوة حقيقية عندما يسمع أن محطات التوليد تغطي حاجة القطر ولديها فائض يمكن تصديره للدول المجاورة.‏

لقد خصصت الدولة مبالغ طائلة بالليرات السورية وبالقطع الاجنبي لتمويل مشاريع وزارة الكهرباء, وأمنت لها التسهيلات المطلوبة, إدراكا منها بأن تأمين الطاقة الكهربائية في عصرنا هذا يجب أن يتم بشكل كامل ومستقر ومضمون, فكما هي الحياة مستحيلة دون مياه فهي مستحيلة في هذا العصر دون كهرباء فالكهرباء هو عصبها.‏

أخلص إلى أن أهمية الكهرباء لا تقل عن أهمية المياه ويجب أن تكون هاتان المسألتان في أول سلم الاولويات الدائمة للدول, وقد نبرر أحيانا النقص الحاصل في تأمين مياه الشرب بسبب قلة الامطار التي تهطل من السماء ولا حول ولا قوة للبشر بذلك, ولكن لا يمكن تبرير أي نقص في تأمين الطاقة الكهربائية.‏

فلا يمكن الحديث عن دولة عصرية وما زلنا نعاني من أزمة أو مشكلة كهرباء, وبغض النظر عن معاناة المواطنين وخاصة في فصل الصيف, فإن هذه المشكلة تؤثر سلبا وبشكل كبير على السياحة التي نحلم أن تكون الداعم الأكبر والدائم للدخل القومي, كما تؤثر على الصناعة التي تعتمد في معظمها على الطاقة الكهربائية. لذلك يتوجب على وزارة الكهرباء اتخاذ الاجراءات العاجلة لمعالجة المشكلة قبل أن تصبح أزمة, وإذا قدرت انها في أزمة فعليها أن تعرضها بأمانة على مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة.‏

ونتمنى على وزارة الكهرباء أيضا أن تضع برنامجا عادلا للتقنين في حال لزومه يكون مدروسا دراسة موضوعية وعملية ومراعيا للمناطق والاحياء الشعبية التي هي بحاجة الى الكهرباء أكثر من المناطق والاحياء الراقية التي يستطيع سكانها شراء المولدات الكهربائية, وإعلان هذا البرنامج في كافة وسائل الإعلام.‏

وندعو الله أن نكون أمام مشكلة عابرة ولسنا أمام أزمة متجددة.‏

*وزير سابق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية