تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شباب الظل

نافذة الأسبوع
الاربعاء 20/6/2007
لينا ديوب

عبارة عتب ولوم لاتخلو من احساس بالتهميش قالها لي سائق التكسي الذي نقلني الى الجريدة عندما سألته ان كان يقرأ صفحة شباب,

اذ قال لي :أنتم الصحفيون ومعكم المسؤولون بالحكومة لاتعتبرون فئة الشباب الا الجامعيين أو خريجي الجامعات والمعاهد والمتعلمين, ولاتفكرون بمشاكلنا نحن الذين نعمل بأعمال لاتضمن لنا مكانة اجتماعية.‏

لم أستطع اجابته في لحظتها, وعدت الى ما احتفظ به من دراسات ومعلومات عن الشباب لأجد أن ماقاله صحيح, واننا نقع في خطأ يسميه علماء الاجتماع خطأ منهجياً عند اعتبارنا أن فئة الشباب هي الشباب الجامعي أو المتعلم عموما, وذلك الخطأ يتبعه خطأ آخر ان الدراسات التي تجرى أيضا تجرى لهم وعنهم, علما ان الشريحة الأخرى من الشباب هي الأوسع, ونسبة المتعلمين والجامعيين هي الأقل في مجتمعنا, وهنا تكمن الخطورة.‏

لذا لابد من اخراج تلك الفئات الواسعة من الشباب من منطقة الظل او التهميش وتبيان واقعها ومساره ومآزقه وما يترتب عليها من آثار اجتماعية, فهؤلاء الشباب العامل أو شبه العامل مجهول لا يحظى بالاهتمام الكافي,فالأنشطة الاجتماعية والترفيهية على قلتها تكون لطلاب الثانويات او للجامعيين, أما بالنسبة للتدريب المهني فهو يفتقر لسياسات و مؤسسات تؤمن لهم هوية مهنية لها قيمة اجتماعية تمنحهم الاحساس بأهمية العمل والانتاج, ومن تتاح له فرصة لتعلم حرفة مهمة هم قلة.‏

ان الاهتمام بفئة الشباب العامل لاتقل أهمية عن الاهتمام بالشباب الجامعي, لذلك لا بد لأصحاب الاختصاص والمسؤولين من التخطيط وتقديم برامج لهم تشعرهم بأنهم في موقع الأهمية والاهتمام وليسوا في الظل أو على الهامش, وان وصمة فشلهم المدرسي التي ربما لها أسباب كثيرة ليست باباً لتهميشهم الاجتماعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية