|
تحدثوا عن الانحلال الاخلاقي ...لماذا نعمم عندما نتناول مشكلاتهم?? شباب وكيف يفكرون بمشكلاتهم ومشكلات مجتمعهم, الا أن تلك الأبحاث تظل ناقصة ولا تؤدي الهدف المرجو منها ان لم تكن أسئلتها واضحة, و تفصيلية وتقدم معلومات دقيقة,فلا فائدة من التعميم? على العكس ان مقتل أي قضية هي تركها عائمة في فضاء العموميات, ولن أخوض بدور علم الاجتماع الوظيفي في دراسة الظواهر المتعلقة بالشباب وسأبقى في مجال الكتابة الصحفية البسيطة.
أقول هذا في سياق الحديث عن القسم من الاستطلاع الذي قدمه مركز الدراسات والبحوث في منظمة الشبيبة في تقريره السنوي الثاني حول واقع الشباب و أهم احتياجاتهم نحو قضاياهم الأساسية لعام 2006 المتعلق برؤية الشباب لأشد المشكلات الاجتماعية خطورة على المجتمع حاليا والذي يقول: (يرى أكثر الشباب أن الانحلال الأخلاقي يعتبر من أشد المشكلات الاجتماعية خطورة على المجتمع في الوقت الحاضر,يليه الدعارة والجنس بالمرتبة الثانية, ثم تعاطي المخدرات بالمرتبة الثالثة, فالفساد المالي والاداري بالمرتبة الرابعة ثم مشكلة الادمان على الكحول بالمرتبة الخامسة. وكانت نسبة الذكور الذين يرون أن كل من مشكلتي الانحلال الأخلاقي والفساد المالي والاداري من أشد المشكلات الاجتماعية خطورة على المجتمع أعلى من مستواها عند الاناث, بين كانت نسبة الاناث اللواتي يرين أن مشكلة الدعارة والجنس من أشد المشكلات الاجتماعية خطورة على المجتمع أعلى من مستواها عند الذكور. أما نسبة الشباب الذين يرون أن تعاطي المخدرات يعتبر من أشد المشكلات الاجتماعية خطورة على المجتمع فكانت أعلى قليلا عند الذكور من مستواها عند الاناث, كما كانت نسبة الشباب الذين يرون أن الادمان على الكحول يعتبر من أشد المشكلات الاجتماعية خطورة أعلى قليلا عند الاناث من مستواها عند الذكور. وتفاوت نتيجة ذلك ترتيب خطورة هذه المشكلات بين الجنسين) لايعطي الترتيب السابق للمشكلات الاجتماعية كما يراها الشباب الا انطباعا عاما, ويخلو من أي تفصيل يرتبط بمرحلة الشباب, فالانحلال الأخلاقي كلمة عامة, هل كان المقصود منها الكذب, مثلا,أم الاستهتار بمشاعر الآخرين, أم سيطرة النزعة المادية عند الناس على حساب البعد الروحي. وكانت الترتيب الثاني لما اعتبروه الدعارة والجنس, او ليست هذه أحد أشكال الانحلال الأخلاقي, وهي ان كانت مؤشراً مهماً على رفض الشباب لها و دعوة منهم لمحاربتها لأنه من المعروف أن متعهدي هذه التجارة يلاحقون الفتيات الصغيرات الفقيرات وان كان لايصرح عنهم بشكل علني. يذكر هنا أن دراسة أجريت في الغرب أوضحت أن جيلا كاملا من الفتيات في العالم يعاني الاحباط بسبب استخدام المراهقات في الدعارة على مستوى العالم. بعد ذلك أتى الفساد المالي والاداري دون تحديد, فهل المقصود به سرقة المال العام ,أم الواسطات والمحسوبيات وهذه لها حساسية عالية بين الشباب , لأن معيار الكفاءة سيتراجع لصالح المصالح الشخصية والواسطة مما ينعكس احباطا على الجيل, وهذا بند كان يحتاج للمزيد من التفصيل لأن الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد من أهم قضايا سورية اليوم, وربما كان الشباب قدموا رؤى مفيدة في هذا المجال, خاصة وأن جيل الشباب من خصائصه عدم التشبث بالمصالح الشخصية وهذا ما يقوله علماء الاجتماع. أما بالنسبة للمشكلات الأخرى كالادمان على الكحول والمخدرات فلم يتضح سبب تخوفهم منها, هل هو انتشارها في أوساطهم? أم أسباب أخرى وكل ذلك تفصيلات يفتقر اليه التقرير وقبل ذلك أسئلة الاستبيان. أي يمكننا القول إن هذا الجانب من الدراسة افتقر للتعقب والمتابعة, أي كل مشكلة ما سبب اختيارها وما تأثيرها عليهم وعلاقتها بغيرها من المؤشرات. وان كان في قسم تال تحدث الشباب عما يؤثر عليهم حاليا من مشكلات, فاعتبروا البطالة والتفكك الأسري, ثم التعليم والسكن والزواج, دون التطرق الى الجوانب النفسية والانفعالية عند الشباب ,وهذا جانب تحدث عنه أساتذة جامعة عند اطلاق التقرير ومناقشته. علما ان عينة الدراسة شملت محافظات القطر وعمل بها شباب متطوعون من منظمة الشبيبة, مما يشكل نقطة قوة وايجابية يجب استثمارها في المرات القادمة باستبيانات تفصيلية أكثر, وأعمق.
|