تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شُــــــبهة «الاقتبــــاس» ووهـــــم «البــــان- أراب»..

ثقافة
الثلاثاء21-6-2016
لميس علي

هل يمكن لسقطات الذاكرة أن تبلور حكاية كاملة فتصنع دراما بالاعتماد على ما يفلت، لوهلة، من خزّانها..؟

يبدو لي أن كثيراً مما يقدّم من نصوص في درامانا «المشتركة» يجنح لشبهة (الاقتباس) من أصل أجنبي.. وبالتالي تجميع مشاهدات البعض.. ومن ثم تنسيقها ضمن نص برّاق تحت مسمى الـ(البان أراب).‏‏

في مشهد ورد ضمن الحلقة (13) من مسلسل «جريمة شغف» يتخيّل المدعو (أوس)، أدّى الدور الممثل قصي خولي، السيدة التي كان تسبب بسجنها وقد ظهرت له في الحمام، يُصدم، يهلع، ومن شدة خوفه يقع على أرضية الحمام ما يجعله يفقد الوعي.‏‏

ثمة أصل «غربي» لهذا المشهد المنسوخ والذي جيء به ليخدم سياقاً يخالف سياقه الحقيقي.. اُنتزِع.. دون أن ندرك هل كان ذلك بفعل ذاكرة بصرية للمخرج (وليد ناصيف) التقط تفاصيلها من مخزون ما استجمعه من أفلام غربية كان شاهدها أم جاء بفعل قلم الكاتبة (نور الشيشكلي) وأيضاً المتأثر على ما يبدو بنفس النوعية من السينما الأجنبية.‏‏

في العمل السابق وربما في كذا عمل غيره.. تمّ نثر مشهد أو بضعة مشاهد «ملطوشة» عن أصل أجنبي.. وكأنهم يعوّلون على احتمال عدم تمييز «المتلقي» لهذه المشاهِد..يعولون، حقيقةً، على «لا ذاكرة» بصرية لدى المتفرج.. أو لاثقافة بصرية.. وهو ما لا يعني بالضرورة وجود هذا النوع من الثقافة لدى صانعي هذه الأعمال.‏‏

في الوقت نفسه تظهر أعمال أخرى تعترف أنها اقتبست الفكرة عن عدة أعمال أجنبية..‏‏

لاحظوا.. هذه الـ(عدة) ألا يذكر الأمر بحالة تشبه «الكولاج» وبالتالي نحن أمام خلطة درامية أو «كولاج درامي» يتم تجميعه تحت مسمى العمل الواحد.‏‏

لهذا الموسم الدرامي الحالي يأتي مسلسل «نص يوم» مطبقاً حيلة الاقتباس ويشير في مقدّمته إلى أن العمل مأخوذ عن عدة أفلام أجنبية.. يصرّح كـ(تخريجة) تخلّصه من تهم أخرى لربما أُلصقت بذويه.‏‏

ناشطو الفيسبوك كانوا قارنوا بين «نص يوم» وفيلم «Original sin» بطولة أنطونيو بانديراس وأنجلينا جولي.. من حيث الشبه الكبير في فكرة العمل بين الفيلم والمسلسل.. ويعترف مخرج «نص يوم» سامر برقاوي أن الاقتباس هو ما يقومون به كحالة فنية يبتغون تكريسها.‏‏

في «نص يوم» وقبله «تشيللو».. أو «لو» أو «لعبة الموت» وغيرها من أعمال تتذرّع الاقتباس نوعاً فنياً مشروعاً.. ألا تلمحون حالة من الوهم «المزدوج» يتمّ تصديرها لنا ومحاولة إقناعنا بصوابيتها..؟‏‏

ثم إن كان بعض تلك الأعمال يأتي محاولاً تغيير مفاهيم مجتمعية، كما تلقى بعض المتفرجين «لو، وتشيلو» إلا أن ذلك لا يلغي وهماً أول كونها تصطنع واقعاً عربياً «متخيلاً» يمثلونه بما يقدمون.. ووهماً آخر يضاعف الأول كونها منقولة عن أصل غربي..‏‏

وبين الوهمين يتناسون أن الفن إيهام بالواقع وليس lamisali25@yahoo.com"وهماً.‏‏

lamisali25@yahoo.com‏">عيشَه‏

lamisali25@yahoo.com"وهماً.‏‏

lamisali25@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية