اليوم حيث ينشغل العالم بالاحتفال بيوم الموسيقا العالمي، ماذا قدمنا لحماية إرثنا الموسيقي ونحن نرى آلة الحرب تحاول أن تأتي على كل مشعل نور في بلادنا من المكتبات والآثار وحتى الأفراد الذين يحملون هذا الارث العريق ويحفظونه في الصدور باتوا بين مهاجر أو في قائمة الشهداء.
وبات يقينا أن الحرب على بلادنا إنما تستهدف كل مايربطنا بجذورنا لطمس معالم حضارتنا التي بناها الأجداد بالعلم والفكر النير والثقافة الموسوعية الشاملة، وهذا بالطبع يملي علينا كل من موقعه أن يساهم في التصدي لهذا العدوان على اختلاف أشكاله.
وإذا ماأخذنا مقولة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس (إذا أردت أن تعرف مكانة أمة من الرقي فابحث في موسيقاها) بعين التفكر والتبصر، فإننا نجد الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لجمع شتات هذا الإرث الموسيقي السوري العريق في مؤلفات ومكتبات خاصة، وأن يهب الموسيقيون للعمل على أرشفة وتوثيق الفنون الموسيقية التي تتنوع حسب أطياف المجتمع السوري فلكل منطقة لونها الموسيقي والغنائي الذي يحفظ في الصدور قبل السطور.
وفي ظل العولمة التي تحاول صهر الشعوب في بوتقتها نجد من الضرورة بمكان ربط الأجيال بحضارتهم وعباقرة أنجزوا هذه الحضارة حتى لاتنمو هذه الأجيال وقد فقدت خيوط التواصل مع إرثها الغني وجذورها الممتدة دائما في عمق التاريخ، ولتظل الموسيقا السورية العريقة سر الوجود وسحره.