مشيرا إلى رفض الرأي العام التركي لسياسة حزب العدالة والتنمية فيما يخص الأوضاع في المنطقة وموقفه العدائي لسورية، مضيفا أن حكومة العدالة والتنمية تنفذ أجندة أميركية بامتياز وأن تركيا غدت محطة أساسية للغرب من أجل استكمال المشروع التخريبي في سورية، كما أعرب عن ثقته بأن سورية ستتجاوز الأزمة وتخرج أقوى مما كانت عليه.
وقال الوفد خلال لقاء حواري أجراه مع الزملاء في صحيفتي الثورة وتشرين بمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر أمس إنه سيقوم بنقل الحقيقة إلى الشعب التركي عبر المجموعة الإعلامية التي يمثلها حرصا منه على تجاوز سورية للأزمة التي تتعرض لها وذلك عبر ما شاهد وسمع تأكيدا على ضرورة استمرار علاقات الصداقة بين الشعبين السوري والتركي.
وفي هذا السياق قال مدير قناة أولوصال عدنان توركان إننا كمحطة إعلامية تركية نقف ضد سياسة حزب العدالة والتنمية نتيجة عمالتها للغرب وللدور المشبوه الذي سيستهدف بالنتيجة ليس سورية فحسب إنما العالم العربي والإسلامي عامة، موضحا أن الانقلاب الذي حصل في سياسة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لم يكن مفاجئا للأتراك لأن حزب العدالة والتنمية ومنذ مجيئه إلى السلطة في تركيا جاء لخدمة الغرب وحاول الإسهام في ترسيخ الاحتلال الأميركي للعراق بينما رفض الشعب التركي ذلك وظهرت مسيرات مليونية رافضة له ونحن بدورنا كقناة عارضنا سياسة الحزب.
وأضاف إن الشعب التركي يقف قلبا وقالبا مع سورية ويتضامن معها لتجاوز الأزمة والانتصار على المؤامرة، معربا عن تفاؤله بمستقبل الصداقة بين سورية وتركيا وأذربيجان وإيران وبالشكل الأوسع مع الصين وروسيا باعتبارهما دولتين أساسيتين ومهمتين في أوراسيا ولذا ننطلق بخطوات واثقة إلى المستقبل مستذكرا مقولة مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك بأن الشمس ستشرق غدا وأن المستقبل للشعوب في المنطقة.
وأشار توركان إلى أن لديهم في المحطة وبشكل يومي أخباراً عن سورية بهدف مواكبة الحدث ونقل حقيقة ما يجري إلى الرأي العام التركي كون تركيا أصبحت محطة مهمة للغرب من أجل استكمال المشروع الغربي ضد سورية، لذا يعمل حزب العدالة والتنمية لإقناع الرأي العام التركي بضرورة إتمام هذا المشروع، وأن حكومة أردوغان تحاول إقناع الشعب التركي من خلال الإعلام المضلل عكس حقيقة ما يجري.
من جهته أعرب رأفت بللي المستشار الإعلامي للمؤسسة عن أسفه لما يحصل في سورية من إرهاب مسلح وأكد تضامن المؤسسة مع سورية وإيران وحزب الله وكل قوى التحرر والمقاومة والممانعة الرافضة للسياسات الامبريالية في العالم.
وقال بللي إن الإعلام الرسمي في تركيا لا يقوم بنقل الحقيقة بل يقدم إعلاما مضادا لسورية بهدف تضليل الشعب التركي، لذا هناك موقفان تجاه الأحداث في سورية، موقف شعبي متضامن ومؤيد لبرنامج الإصلاح، وآخر رسمي مناهض للقيادة في سورية.
وأضاف أن وجودنا في سورية يأتي من أجل أن نتطلع على الحقائق وأن نقيم الوضع، ونحن نقف مع أي منظمة أو حركة تقف ضد المشروع الإمبريالي لتقسيم المنطقة، لذلك نقف ضد مجلس اسطنبول باعتباره أحد أدوات الغرب في هذا المشروع.
وأعرب المستشار الإعلامي للمؤسسة عن سعادته بعلاقات الشعبين السوري والتركي مشيرا إلى أن الشعب التركي من أكثر الشعوب عدائية لسياسة أميركا والغرب في العالم وأضاف نحن كمؤسسة يقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في نقل حقيقة ما يجري، ومواجهة وسائل الإعلام المغرضة.
وفي سياق متصل قال مصطفى قيا مراسل الأخبار الخارجية في المؤسسة أن قرار العقوبات الذي وقعته تركيا ضد سورية جاء تنفيذا لأوامر أميركا، ولم تدرك حكومة حزب العدالة والتنمية عواقبه بل وقعته لأنه طلب منها ذلك مشيرا إلى حالة الارتباك التي رافقت وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو لحظة التوقيع.
وقال قيا إن الحكومة التركية تحاول قمع وملاحقة كل من يعمل في أولوصال لقيامها بنقل الحقائق ومعارضتها لسياسة الحكومة المذكورة، وأوضح أن المؤسسة التي يعمل بها من قناة وصحف ودوريات حريصة على نقل الحقيقة للشعب التركي وترغب في الحصول على المعطيات الدقيقة لإيصالها له، ولدينا ثقة عالية بأن الشعب السوري والوسائل الإعلامية لديهم الكثير من المعلومات التي يمكن أن تساعد على تغيير مفاهيم البعض من الشعب التركي الذي استطاعت حكومة أردوغان تضليله وان تضعه في الصورة الحقيقية لما يحدث في سورية.
وحول التضليل الإعلامي الذي يمارس لتغيير مفاهيم الشعب التركي تجاه الأحداث في سورية استشهد مراسل الأخبار الخارجية في المؤسسة بطلب واشنطن من مراسل صحيفة الوطن التركية ذات الانتشار الواسع في البلاد أن يقدم مشاهدات مزورة عن الأحداث في سورية، لأن الحقيقة التي نريد إيصالها للشعب التركي تربك الساسة في تركيا.
بدورهم أعطى المشاركون في اللقاء موجزا عن الأحداث التي تجري في سورية وحقيقة المؤامرة التي تتعرض لها بدءا من الدور الذي قامت به من الغرف السوداء ومحطات سفك الدم مرورا بتهريب السلاح ودفع الأموال وارتكاب العصابات المسلحة للجرائم بحق المدنيين والجيش وقوى الأمن وحفظ النظام، وأخيرا التفجيرات التي روعت المواطنين وأزهقت أرواح الأبرياء، وأكدوا أن سورية على حق ومنتصرة على الأزمة لا محال والدليل على ذلك الالتفاف الشعبي حول القيادة والتضامن الوطني والوحدة التي عبر خلالها السوريون على امتداد ساحات الوطن عن رفضهم لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي.