مشيراً الى انه سمع احياناً شائعات تقول ( انه بما ان العمل الاساسي مع سورية مرتبط بدورها في لبنان وخصوصاً في تنفيذ قرار مجلس الامن 1559 ومؤخراً 1701 سيكون من المضلل ان يتحدث عضو من الامم المتحدة مع سورية في عدا هذه المسائل).
وقال دي سوتو انه لم يتسلم خلال سنتين اي تقرير عن الاجتماعات او نشاط المبعوث المسؤول عن تنفيذ القرار 1559 تيري رودلارسن رغم علمي انه تلقى بشكل منتظم المواد التي تناولتها مع المقرر الرئيسي للأمم المتحدة وأنه على اتصال بالحكومة السورية.
وعن السلام مع سورية قال دي سوتو اطراف الرباعية العربية للولايات المتحدة لا يمانعون البدء بتنفيذ المبادرة العربية الخاصة بالتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل فقط لو تم تحريك المسار الفلسطيني وبغض النظر عن الجمود في باقي المسارات الاخرى.
ووصف دي سوتو هذه الاستراتيجية بأنها فاشلة مشيرا الى ان هناك مقولة قديمة في الشرق الاوسط تقول: لا يمكنك شن حرب من دون مصر ولا يمكنك ارساء السلام من دون سورية وفيما لم يعد الشق الاول من هذه المقولة صالحاً اعتقد ان الشق الثاني لا يزال حقيقياً.
وأورد دي سوتو باسلوب ساخر الخطيئة التي ارتكبها وكادت تفقده وظيفته وهي انه فقط وجه خطابا (نعم مجرد خطاب ) الى وزيرة الخارجية الاسرائيلية يسألها فيه (وبأدب) عن الاساس القانوني الذي استند عليه الجيش الاسرائيلي عندمااقتحم سجن اريحا وهذا ماكلفه رفض ليفيني التعامل معه طيلة وجوده في منصبه وتعرض الامين العام للامم المتحدة للعقاب ذاته حين حاول التدخل.
وعزا دي سوتو في تقريره الصراع بين حركتي فتح وحماس في غزة وانهيار حكومة الوحدة الوطنية الى اصرار واشنطن على عزل حماس ورفض التعامل معها متهماً هذه السياسة بقصر النظر وانكار حقيقة ان حماس حركة لها جذور عميقة ولن تختفي.
واشار دي سوتو في تقريره الذي كتب في أيار الماضي الى ان اسرائيل وخلفها الولايات المتحدة تضعان شروطاً مسبقة وصفها بالعبثية تطالبان بموجبهما حماس ان تعترف باسرائيل أولاً والتخلي عن (العنف) في الوقت الذي من المفترض ان تكون تلك الامور نتيجة نهائية للمفاوضات وليست سابقة لها.
وكشف دي سوتو انه في احد اجتماعات مندوبي الرباعية في واشنطن وقبل اسبوع من التوصل لاتفاق مكة الذي تزامن مع وقوع اشتباكات بين حركتي فتح وحماس اعرب المندوب الاميركي ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى مرتين عن مدى اعجابه بالعنف الدائر في غزة لأنه يعني حسب ولش ان هناك فلسطينيين اخرين يقاومون حماس.
واعرب دي سوتو عن دهشته من طريقة تعامل الاطراف العربية مع الملف الفلسطيني ولاسيما منذ بروز ما يسمى باللجنة الرباعية العربية التي تعقد اجتماعات مع اطراف الرباعية الدولية والولايات المتحدة.
مشيراً الى ان مديري الاستخبارات في دول الرباعية العربية يحضرون اجتماعات اللجنة وتنقل عنهم واشنطن تأييدهم لاستمرار الضغط على حماس وعزلها دولياً خلافاً لما يردده وزراء الخارجية العرب من معارضة للحصار المفروض على الفلسطينيين منذ وصول حماس.
وعن حوار الامم المتحدة مع حزب الله قال دي ستو في تقريره نتحاور مع حزب الله وهذا امر صائب لأنه حزب مهم ولا حل لمشاكل لبنان من دونه وعلينا ان نفعل المثل مع حماس كونها حكومة منتخبة مشيراً الى عدم وجود اي مبرر لمقاطعتها.
وعن هيمنة الولايات المتحدة الاميركية على الامم المتحدة قال دي ستو ساخراً من منصبه انه لم يعني له شيئاً بسبب هيمنة الولايات المتحدة الكاملة على ملف التسوية العربي الاسرائيلي وتحديداً على عملية التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين واستخدامها لهذا الملف في مواجهتها الاقليمية الاوسع مع ايران وكمحاولة لتحسين وضعها المتدهور منذ غزو العراق.
وكرر دي سوتو الشكوى من عدم السماح له بالاتصال مع طرف من الاطراف المنوط به التعامل وفقا لمنصبه خاصة الحكومة الفلسطينية منذ تولي حماس رئاستها العام الماضي وكذلك سورية لأن الولايات المتحدة تحديداً ترفض التعامل معها.
وقال دي سوتو ان الاسوأ بالنسبة له كان اجبار الامم المتحدة على تبني مواقف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ذاتها والزامها بالقيود الاميركية.
ويذهب دي سوتو بعيداً في انتقاد خضوع بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة للرغبات الاميركية والاسرائيلية الى حد المطالبة بانسحاب الامم المتحدة او على الاقل تخفيض مستوى تمثيلها كطرف من اطراف الرباعية الدولية.
وبقدر ما ينتقد دي سوتو استغلال الولايات المتحدة للأمم المتحدة بما لها من سلطة على المستوى الدولي وتوريطها في تبني مواقف مخالفة لميثاقها فإنه ينتقد بشدة صمت المنظمة الدولية والمجتمع الدولي على الانتهاكات الاسرائيلية العديدة كقوة ممثلة قامت هي ايضاً بالتوقيع على اتفاقيات ومعاهدات سلام ولكنها لا تنفذ اياً منها وتتهرب من التزاماتها فضلاً عن معاملتها شديدة القسوة للفلسطينيين والتي بلغت درجة حصار غير مسبوق عليهم ادى الى تدهور حاد في مستوى معيشتهم وحرمانهم من مرتباتهم في غزة والقطاع.