إلى من تهمه القدس
رؤية الأحد 1-4-2012 فادية مصارع بالأمس ودعنا آذار الشهر الذي ما عرفنا مذ كنا صغارا إلا أن كل شيء فيه أخضر وكل شيء يزهر، فالربيع الحلو عائد والعصافير تغرد قصائد وتدعونا لنحزم حقائبنا ونستعد للرحلات والنزهات، لم نكن نتوقع بأننا سنكبر لنشهد ذات ربيع الأرض
وهي تثور على نفسها وترمي الأشجار كل أثوابها القديمة معلنة انتفاضتها على كل الجروح، وكل الوجع والظلم التاريخي الذي ألحقه محتل غاشم بكل ذرة من ذرات ترابها، لم نكن نستوعب كما شعراء الأرض المحتلة بأنه أقسى وأثقل الشهور عليهم، وهم أبناؤها الذين لم ينسَ أحد منهم قصته ولا ماضيه ولا حاضره، لإيمانهم بأن الدفاع عن حقوق المواطنة مرتبطاً بالدفاع عن حق العودة وما دام اللاجئون في بلادهم لاجئين في بلادهم، فالمواطنة ليست بديلاً أو تعديلاً عن حقوق المواطنين، وما زالوا يرجحون سؤال العودة إلى الوطن عن أي سؤال آخر.
فالأرض اليوم باحت بأسرارها وقالت: ملحمة الصمود الطويلة على الأرض لن تأذن للخرافة الصهيونية «أرض بلا شعب» بأن تعمّر طويلاً، ولامكان بعد اليوم للدنس فيها، فالرحلة بدأت وقريباً سنطرد المؤرخين الجدد من إناء الزهور وحبل الغسيل.. سنطردهم من هواء الضفة والجليل، آن الأوان لتُفتح البوابات وتكسر الأسوار وتزال الحواجز وتهدم السواتر.. فالعالم اليوم معكم ومن كل جهات الأرض زحف لأجل القدس وأجلكم، منذ اليوم غدت الطريق مفتوحة إلى فلسطين، والوجهة لن تكون إلا إلى أرض البدايات والنهايات.. أرض الأنبياء وأقصر الدروب بين الأرض والسماء، لالزيارة عابرة بل لإقامة دائمة يحاكم من خلالها من عاثوا فيها فساداً ودنسوا طهرها. فيا ثوار الأرض إن كنتم أوفياء لها فلا شك بأنكم توقنون بأن إرادتين لا تقهران.. إرادة الله عزّ من قائل: «أما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» وإرادة الشعب.. والشعب يريد تحرير فلسطين فإلى من تهمه القدس فليشد الرحال إليها.. ويا أقصى إنّا قادمون.
fadiamsr@yahoo.com
|