تلكم هي ملامح من الاستراتيجية التركية في القرن الحادي والعشرين.
وتركيا بمساحتها وسكانها وإمكاناتها الكبيرة تلعب دوراً مهماً كهمزة وصل بين الشرق والغرب، وهي اليوم تتقن استراتيجية التواصل الحضاري والتعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ليس مع دول الجوار الجغرافي فقط، بل وبين قارتي آسيا وأوروبا كونها تقع بين هاتين القارتين القديمتين وهذا ما يحصل اليوم، فـلتركيا علاقات جيدة مع جميع القوى الإقليمية والدولية، وهو أمر يحصل للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد في العصر الحديث.
إن المستقبل يعد بتعاون أوثق مع الدول العربية والإسلامية و خاصة مع سورية، التي وقعت اتفاق تعاون استراتيجي مع تركيا، وأنشأت معها مجلساً للتعاون الاستراتيجي عالي المستوى، ما يعني منافع متعددة كبيرة للبلدين.
إن توقيع اتفاقية تأسيس مجلس تعاون استراتيجي بين سورية وتركيا سوف يحدث تغييرات جوهرية بدأت تظهر نتائجها الإيجابية، كما أن توافر الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لدى الطرفين يضع العلاقات الثنائية في أعلى درجة من التنسيق، ويميز العلاقات الجديدة في إطارها الاستراتيجي الهام في عصرنا الراهن.
ولا يخفى على أحد أن للعرب والمسلمين عموماً مصلحة استراتيجية في توثيق العلاقات مع تركيا التي بدورها تسعى لتعميق تلك الروابط لأهميتها القصوى لتركيا أيضاً، في وقت نشهد فيه تقارب القوى العالمية لتحقيق تقدم أسرع في عصر التغيرات الكبرى المتسارعة في العالم.
إن للعلاقات العربية التركية أهمية كبيرة أيضاً في وقف التمدد الصهيوني في المنطقة لذا نجد الترحيب الشعبي الواسع سواء من قبل الأتراك أو العرب لبناء أوثق العلاقات بين الطرفين وهذا بالضبط ما تسعى إليه سورية وتركيا.