تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نضــــــــال ثــــــــوري..ومآثـــــــر خالــــــــدة

مراسلون
الجمعة 17-4-2009م
حسن العبد

تميزت ثورات الجلاء بدرجة عالية من العزة القومية وتلك هي الأمثولة التي علمنا إياها التاريخ وهي حقيقة ساطعة أثبتها تاريخ النضال الوطني لشعبنا،

وإذا كنا اليوم نتناول أحداث الثورات التي أدت إلى جلاء المستعمر عن أرضنا والحصول على الاستقلال وبسط السيادة الوطنية على امتداد البلاد، فإننا ننقل بكل أمانة وموضوعية الإرث النضالي الذي تركه المجاهدون في كفر تخاريم وجبل الزاوية إلى الإرث النضالي الذي يحمله اليوم بكل أمانة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود اليوم بكل اقتدار مسيرة التطوير والتحديث ويصوغ تاريخ سورية النضالي من خلال تمسكه بمسيرة السلام العادل والشامل التي تعيد الحقوق إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والستين لعيد الجلاء تعالوا معنا نعود للوراء قليلاً لقراءة الماضي انطلاقاً من أن من له ماض في النضال له مستقبل في النصر والتحرير، فقراءة تاريخنا تبعث في النفس الارتياح والشعور بالفخر والاعتزاز ففي كل مدينة وبلدة اندلعت الثورات ضد الاحتلال ومن هذه الثورات ثورة المجاهد ابراهيم هنانو والتي عرفت فيما بعد بثورة الشمال.‏

كفر تخاريم تلك المدينة النائمة على زند الطبيعة لم تغف عن الأحداث التي تحيط بها فقد كان سكانها في وعي دائم يشاركون في كل خطب يحيق بالوطن، وقد شاركت هذه المدينة في الحركة القومية وكان لها دور كبير في الحركة الوطنية في سورية، فحين دخل الجنرال غورو بيروت كانت بعض قواته في اسكندرون وذلك حسب معاهدة سايكس بيكو، فقامت ثورة كفر تخاريم التي اقترنت بالمجاهد ابراهيم هنانو، وابراهيم هو ابن سليمان بن محمد هنانو ولد في كفر تخاريم عام 1896م وبها تربى وتلقى دراسته الابتدائية فيها والإعدادية والثانوية في حلب ثم سافر إلى اسطنبول ونال شهادة معهد الحقوق ثم عمل مديراً لمدرسة ثم مديراً لناحية في ضواحي اسطنبول، تزوج وأصبح قائم مقام أرض روم، وبعد ذلك تم تعيينه مستنطقاً (قاضي تحقيق) في كفر تخاريم ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة حلب ومن بعدها رئيساً لديوان الولايات التي كان واليها رشيد طليع، ونعود إلى القوات الفرنسية في اسكندرون حيث احتلت السواحل السورية بقيادة الكولونيل بيابان الذي بدأ يتغلغل بقواته نحو الداخل باتجاه الجنوب قاصداً حارم وكفر تخاريم وقبل أن يتحرك أشهر المجاهدين في كل من حارم وكفر تخاريم راياتهم عالياً وصعد المجاهد ابراهيم هنانو شرفة دار الحكومة في كفر تخاريم وخاطب الناس وما قاله (يا أهل كفر تخاريم يا أهلي إن الاستعمار الفرنسي المدجج بالسلاح يزحف نحوكم وإن أعراضكم وأموالكم وبلادكم في خطر فإما أن تقاوموا وإما أن تستسلموا مثل الجبناء) فهتف الناس (إننا نموت دون ذلك) وأشهر مجاهدونا في كفر تخاريم راياتهم عالياً وأصبحت سلاحاً أمضى وأقوى من أصفاد المستعمرين وانصهرت إرادة الجماهير في قلب واحد متخطية كل الحواجز وأضحى الايمان بالنضال ضد الغزاة أسمى مهمة.‏

ترأس المجاهد ابراهيم هنانو في أحد الليالي اجتماعاً ضم سبعين مجاهداً من بينهم نجيب عويد وعقل اسقاطي ومصطفى وسيعد كيالي وابراهيم صرما وآخرون وقرروا جميعاً أن يدافعوا عن حارم وسلقين وكفر تخاريم وارمناز بما يتوفر لديهم من امكانيات وبمختلف الأشكال، والتقى المجاهدون مع القوات الفرنسية في معركة استمرت حتى ظهر اليوم التالي وقد تكبدت قوات الكولونيل خسائر مادية وبشرية من بينها 82 قتيلاً.‏

أول ضربة سددها المجاهدون إلى المستعمر كانت في كفر تخاريم جبهة المعارك الأشد ضراوة لإنزال الهزيمة بالقوات الفرنسية، فقد هب المجاهدون يخوضون ببسالة غمار النضال المقدس لتحقيق الحرية والاستقلال بالتخلص من الاستعمار ونقول: إن النضال الثوري المناضل للمستعمرين الذي شنه المجاهدون في كفر تخاريم وجبل الزاوية بتنظيم وتوجيه من قائد ثورة الشمال المجاهد ابراهيم هنانو قد غدا راية ملهمة لثورات التحرير الوطني في البلاد وبانتصار النضال التاريخي، والحق يقال :إن جبل الزاوية الذي أحرز ثواره انتصاراً مبيناً أصبح منبع الأمواج العاتية للنضال التحرري الوطني التي اندلعت عارمة لتغطي البلاد وما قاله الجنرال دي لاموت إن ثورة الشمال التي اندلعت شرارتها بقيادة هنانو ونجيب عويد جعلتنا نفقد كثيراً من عزتنا ومكتسباتنا المادية فقد أجبرتنا هذه الثورة على ترك كيليكيا والتي هي الثدي الطبيعي لتغذية مواردنا.‏

في ظل الانتصارات الرائعة والانجازات الباهرة التي أحرزها شعبنا وترتبط كلها بالنضالات البطولية والشواهد الحضارية على عظمة عصرنا في أنحاء وطننا وترمز إلى المآثر الخالدة لشعبنا الذي ناضل باذلاً كل ما لديه في سبيل الوطن، ولهذا يحظى مجاهدونا بثقة عميقة وحب عظيم من كل شعبنا نظراً لجدارتهم العظيمة ومآثرهم الرائعة التي سجلوها أمام الوطن والتي ستبقى متألقة أبداً في تاريخ الوطن..واليوم بفضل الحماسة الثورية العالية لشعبنا ونضاله توطد استقلال بلادنا وازدادت قدرة وطننا قوة ومتانة على وجه لا نظير له، وتحولت بلادنا إلى فردوس يتمتع فيه شعبنا بالحرية والسعادة، فعلى امتداد ساحة الوطن تنتصب معالم النهضة العظيمة التي ترمز بفخار إلى عظمة عصر السيد الرئيس بشار الأسد. h-alabed@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية