عندما حزم وزير الحربية السورية أمتعته وقرر أن يواجه المستعمر الفرنسي في ميسلون على رأس مجموعة صغيرة ومتواضعة في العدد والعتاد، رغم إيمانه المطلق بأنه لا يستطيع بهذه القوة الصغيرة أن يمنعهم من الدخول ويدحرهم إلا أنه قرر الشهادة في سبيل الوطن كي لا يسجل التاريخ أن الاحتلال دخل إلى سورية دون مقاومة.
إن معركة ميسلون هي اللبنة الأساسية في حصول سورية على الاستقلال وقد كان لدماء الشهداء الذين سقطوا دور كبير في إشعال الثورات إبراهيم هنانو في جبل الزاوية، وسلطان باشا الأطرش في جبل العرب، وفي كافة القرى والمدن السورية .
وعندما احتلت جحافل الجيوش الفرنسية مدينة اللاذقية 1918 على أثر ذلك الحدث الزلزال وجه المجاهد الشيخ صالح العلي دعوة سريعة إلى كوكبة من زعماء ومشايخ ووجهاء جبال اللاذقية للاجتماع معه بصورة فورية في بلدة الشيخ بدر التابعة لمدينة طرطوس واستجاب لهذا النداء الكثير من الشخصيات الوطنية تلبية للنداء، وتحدث إليهم عن خطورة الموقف وعن احتلال الفرنسيين للساحل السوري ثم توجه إليهم بسؤال عما إذا كانوا يتضامنون معه للتصدي للغزاة القادمين من وراء البحار حيث اتفقوا بالإجماع على الدفاع عن الوطن وعدم الاستسلام للفرنسيين فتضافر الجهود والتلاحم والتنسيق بين قيادات هذه الثورات أدى إلى تفويت الفرصة على الفرنسيين وزيادة اللحمة الشعبية .
وعلى المستعمر الغادر أن يستفيد من دروس التاريخ ويدرك أن الاحتلال وإن طال أمده فلابد له من الزوال والاندحار تحت اقدام المجاهدين والمقاومين.
ولكي نحمي هذا الاستقلال علينا الاستمرار بكافة أشكال المقاومة وتعميم ثقافتها حتى تحرير آخر شبر محتل في وطننا الحبيب