الجــــلاء تاريــخ لا تمحــــوه الذاكـــــرة
مجتمع الجمعة 17-4-2009م سامر محمود لكل جيل عايش فترة النضال ضد المستعمر، ذكرياته الخاصة إلا أنها جميعا تلتقي عند رفض الاستسلام، والتعبير والتمسك بالأرض
والإنسان وحين تأتي ذكرى الاستقلال في فجر السابع عشر من نيسان نحتفل بعيدنا هذا فنكتب ما عشناه نحن، وما عاشه الذين من قلبنا وهنا لنا اللقاء التالي مع السيد اللواء الطيار محمد شريف البدوي رئيس مجلس إدارة المحاربين القدماء في سورية وأحد الأجيال الذين عايشوا جلاء المستعمر والذي حدثنا عن ذكريات الجلاء والدور الذي تقوم به رابطة المحاربين القدماء لتأمين مستوى معيشي لائق للضباط المتقاعدين وذلك تكريما لجهودهم وتعزيزا لقيم النضال ولحماية الوطن، حيث قال: حين تم جلاء المستعمر في سن الطفولة كنا على وعي تام يمثله من نهب لخيرات البلاد وكبت للحريات وكانت قلوبنا مليئة بالحقد عليه، وهذا ما كان أساتذتنا في المدارس الابتدائية يلقنوننا إياه وما نسمعه في سهراتنا مع آبائنا عن أبطال الثورة السورية وعن البطل يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وأحمد مريود وابراهيم هنانو وغيرهم من رجالات الثورة، وخاصة أحاديث الرجال الذين اشتركوا في معركة (عيون العلق) بين قارة والبريج التي جرت إبان الثورة السورية بين القوات الفرنسية القادمة فمن حمص إلى دمشق وبين رجال الثورة في القلمون وبقية المناطق، بهذه الروح نشأنا ونحن طلبة في المدارس الإبتدائية والثانوية وكنا نعبر من خلال المظاهرات المستمرة عن رفض المستعمر ما يعرضنا للضرب من رجال الدرك والعسكر الفرنسيين وأضاف السيد اللواء أنه مازالت في ذاكرته البهجة والفرح الذي كان في عيد الجلاء الأول عندما جرى فيه عرض عسكري في شارع بيروت، وشملت أيضا جميع المدن والقرى السورية.
والذي لاينسى أنه عندما بدأ الدعم لتسليح الجيش العربي السوري كانت النسوة تخلع حليها للتبرع فيها لصالح الجيش مترافقة مع صيحات الزغاريد وبعد نكبة 1948 لا أستطيع أن أصف الشعور القومي العربي لدى الشباب وتسابقهم للتطوع في جيش الإنقاذ وهذا الحماس والحس القومي هو الذي دفعهم للانتساب إلى الجيش سواء كان ضابطا أم صف ضابط .
من ثمرات العطاء
وعن رابطة المحاربين القدماء كثمرة من ثمرات الجلاء أشار اللواء محمد شريف البدوي أن الجمعية أشهرت بتاريخ 26/3/1955 تحت اسم رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبتاريخ 26/10/2000 أصبحت تحت إشراف وزارة الدفاع وتسعى ادارة الرابطة دائما إلى التطوير وتأمين الحد الأدنى من المساعدات للضباط المتقاعدين فقد عملت على فتح صناديق عديدة لهذا الغرض وإنشاء جمعية سكنية تعمل على تأمين السكن للضباط وأولادهم، ومستوصف يشمل العديد من العيادات الاختصاصية ويقدم الخدمة للضباط المتقاعدين وعائلاتهم مجانا، ومنذ ثلاث سنوات يقوم السيد رئيس مجلس الوزراء بتخصيص مبلغ قدره عشرة ملايين ليرة سورية للرابطة سنويا وهناك جهود تبذل لإيجاد بعض البنى التحتية بهدف رفع المستوى المادي وتأمين مصادر تمويل مستمرة ..
|