وهم يعلقون آمالا كبيرة على مطر منتصف نيسان ولاسيما عندما تكون كمية الهطول خلال الشتاء أقل من المعدل،لأن هطول المطر في أي وقت يزيد في المخزون الجوفي للمياه فضلا عن ري مزروعاتهم دون حاجة للذهاب إلى البساتين، وعادة تتفجر الينابيع في مثل هذا الوقت من كل عام، وطبعا تفجرها يتعلق بهطول كمية كافية من الثلوج خلال فصل الشتاء.
وليس أهل الغوطة وحدهم يفرحون بمطر نيسان بل كل المزارعين في مختلف المحافظات، وقد جاء في الأمثال: (مطرة نيسان تحيي السكة والفدان)، والمقصود بها أن نزول المطر في شهر نيسان يحيي الأمل في نفوس المزارعين ويقومون بعد نزول مطر نيسان بحراثة الأرض بعد قنوط من اجل المزروعات التي يمكن أن يستفيد منها الناس ولو كانت مثلا المواد العلفية للحيوانات، ولا يخفى على أبناء الريف أن المقصود بالسكة هو المحراث، والفدان هو الثور أو البغل الذي يجر المحراث، وقد بقيت السكة واستبدل الفدان بالجرار (التراكتور)، وسمي المحراث سكة لأنه يشق الأرض في خطوط تشبه الدروب، وفي لغة القدماء كانوا يطلقون تسمية السكة على الطريق الأوسع من الزقاق والأصغر من الشارع.
ومن يتتبع أمطار نيسان سيكتشف أنها قد تأتي في أوقات متفرقة وقد تهطل بغزارة أحيانا مع استمرار الدفء ليلا ونهارا، وفي منتصف الثمانينات شهدت البلاد طقسا غائما وباردا في السابع عشر من نيسان، ما يعني أن هذا الشهر قد يتقلب بين الدفء والبرودة غير القاسية، ولكن الغالب عليه في معظم السنين الاعتدال وارتفاع الحرارة بشكل تدريجي، وقد يستمر في بعض المناطق الجبلية حتى عيد الخضر في السادس من أيار.