تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمر العلاقات السورية -اللبنانية في يومه الثالث.. الباحثون: الفكر القومي الأداة الأفضل لمواجهة التحديات

أخبار
الجمعة 17-4-2009م
عبد الحليم سعود - أمين دريوسي - رشا الجوري

دمشق - سانا- الثورة:

اجمع الباحثون المشاركون في فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر العلاقات السورية - اللبنانية الذي واصل اعماله امس بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية‏

على ان منطقة بلاد الشام كانت مستهدفة على الدوام من قبل القوى الاستعمارية الكبرى وقد جرى زرع الكيان الصهيوني في قلبها لمنع قيام وحدتها، كما اشار المشاركون إلى أن حركة الوعي القومي العربي كانت شامية حيث شكل مفكرو وادباء سورية ولبنان العامل الابرز في اذكاء اليقظة العربية واحيائها في مواجه التتريك وكانوا من اكثر دعاة القومية العربية اخلاصاً لوطنهم وهم الذين هبوا لمواجهة الاستعمار الذي اخذ مكان العثمانيين بعد الحرب العالمية الاولى واشار المشاركون في الجلسة الاولى إلى ان الصراع لايزال قائماً ومستمراً بين الافكار القومية الوحدوية والافكار الاقليمية الانفصالية وان التدخل الاجنبي لايزال يأخذ اشكالاً وابعاداً مختلفة في بلاد الشام والمنطقة عموماً.‏

د. بوحبيب: شهداء 6 أيار أبلغ تعبير عن علاقة البلدين‏

فقد افتتح الدكتور عبد الله بو حبيب الجلسة الاولى بمقدمة ركز فيها على الجذور الفكرية والتاريخية التي اثرت على نشأة البلدين الشقيقين سورية ولبنان بدايات القرن العشرين والتي جمعت نضالات نخبهما الفكرية الثقافية في بوتقة واحدة ضد الاحتلال العثماني عشية الحرب العالمية الاولى.. مشيراً الى ان هذه الفترة شهدت حراكاً سياسياً وادبياً وفكرياً وتفاعلاً خلاقاً مع الفكر السياسي الغربي‏

كان لهما الفضل في نشوء الحركة القومية العربية انذاك حيث لعب مفكرو سورية ولبنان تحديداً الدور الابرز في اذكاء اليقظة العربية واحيائها وكانت الشراكة التي جمعت لفيفاً من مفكري البلدين في الشهادة خلال الاعدامات التي نفذها جمال باشا السفاح عام 1916 في كل من دمشق وبيروت ابلغ تعبير عن العروة الوثقى التي جمعت النواة الصلبة السورية - اللبنانية في مواجهة حملات التتريك والاضطهاد العثماني وتغييب الهوية العربية.‏

د.البيطار: مازال الصراع قائماً بين العروبيين والانفصاليين‏

بعد المقدمة قدم الباحث الدكتور عبد الرحمن البيطار من سورية بحثاً بعنوان الحرب العالمية الاولى ودعاة القومية العربية، لخص فيه الظروف التي سبقت الحرب والنتائج التي تمخضت عنها موضحاً ان الحرب كانت بالاصل صراعاً اوروبياً تورطت به السلطنة العثمانية ودفع ثمنه العرب.‏

واستعرض الدكتور البيطار نتائج الحرب معتبراً انها كانت فاصلاً في تاريخ الحركة القومية العربية ومواقف دعاتها، وقد راح ضحيتها شهداء السادس من ايار وغيرهم ونجا الكثيرون ممن كانوا يدعون العمل من اجل القومية العربية وخدعوا الكثيرين، ليتحول جزء من هؤلاء الى دعاة للانعزالية والطائفية والانفصال والاحتلال وكتب بعضهم عن العرب والترك والفينقيين والفراعنة، غير ان دعاة القومية العربية المخلصين واجهوا الوضع الجديد وهبوا لمواجهة الاستعمار والاحتلال الاجنبي ومازال الصراع قائماً بين الافكار القومية الوحدوية والافكار الاقليمية الانفصالية ومازال دور الاجنبي قائماً وواضحاً لكل عين مبصرة وختم البيطار بالقول لقد زال الاحتلال الان ولكن بقيت بعض اثاره وتداعياته.‏

د.شعيب: حركة الوعي القومي شامية‏

من جهته تناول الباحث الدكتور علي شعيب من لبنان اشكال الوعي العربي خلال الحرب العالمية الاولى مسهباً في الحديث عن المشهد السياسي عشية الحرب والذي لخصه بخمس نقاط ابرزها تأثر بعض الجماعات العربية بالوعود التي قدمتها القوى الغربية حول اقامة اوطان على اساس عصبيات إثنية وطائفية، ووجود صدام تقليدي داخل النخب العربية بين موال للدولة العثمانية ومؤمن بعروبته، ووضوح المأزق الذي كانت تعاني منه السلطنة العثمانية بسبب ضعفها واستحالة انقاذها، وتقدم بلاد الشام للعب دور عربي مميز حيث مثلت دمشق مركز قوة العرب انذاك لاحتضانها اكثر من 80٪ من ناشطي الحركة العربية، وخلص الدكتور شعيب الى ان حركة الوعي القومي هي شامية في تراثها وادبياتها وان لنخبها الفكرية في سورية ولبنان الفضل في التجديد وان كان اداؤهم مشوباً بالارباك فإن ممارساتهم اظهرت وعيهم بمايجري حولهم من احداث.‏

د.مهنا: اسرائيل الأخطر على وحدة بلاد الشام‏

الجلسة الثانية ترأستها الباحثة الدكتورة فريال مهنا وقدمت خلالها ورقة بعنوان بلاد الشام والتصدي لسياسات التجزئة الخارجية اوضحت فيها ان منطقة بلاد الشام بموقعها الجيوسياسي والجيو استراتيجي الفريد شكلت على الدوام مطمعاً للقوى والامبراطوريات الكبرى التي سعت الى اخضاعها والسيطرة عليها ونهب ثرواتها. واضافت مهنا ان انشاء الكيان الصهيوني في ارض فلسطين كان الحلقة الاخطر في هذا المخطط حيث شكل العامل الصهيوني منذ عام 1948 الطرف الاخطر والاشرس على وحدة منطقة بلاد الشام بعد تقسيمها باتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو وغيرهما من الاتفاقيات الاستعمارية.‏

وختمت مهنا بالقول ان التفكير القومي والمد القومي الذي افشل العديد من المشاريع الاجنبية مايزال يشكل الاداة الافعل والاكثر حضوراً وواقعية لمواجهة مختلف التحديات.‏

د.محافظة:أوروبا أثرت في النهضة العربية‏

من جهته استعرض الدكتور علي محافظة من الاردن تاريخ الوعي السياسي في بلاد الشام مع بداية النهضة الفكرية العامة في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين والظروف التي مر بها منذ الاحتلال العثماني، والتي افرزت في تلك الحقبة بين مؤيد للدولة العثمانية واعتبارها استمراراً للخلافة الاسلامية ومعارضاً يرفض الخلافة ويعتبرها غير شرعية وبين فئة تنادي باللامركزية في ادارة الدولة العثمانية ليضمن للعرب حقوقهم في الحكم ويحافظ على لغتهم وتراثهم القومي. واوضح محافظة في بحثه الاثر الجلي لاتصال سكان بلاد الشام بالغرب في النهظة والوعي السياسي الذي رافقها.‏

بدوره استعرض الباحث اللبناني الدكتور ابراهيم محسن الاحداث التي جرت بين عامي 1918-1920 مشيراً الى ان هذه الفترة شكلت بداية ربع قرن من الهيمنة الامبريالية الفرنسية على سورية ولبنان فرضت عليهما شكلاً من التطور السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي لافتاً الى انه في هذه الفترة تولد الانشقاق السياسي السوري - اللبناني الكبير بين مؤيدي الوحدة السورية العربية والرافضين بشتى الاشكال لكيان لبنان المستقل الدائم وبين المنادين بكيان لبناني مستقل.‏

وختم د.محسن بأن الموقف السوري كان شديد الارتباط بالموقف اللبناني وان ثبات كلا الموقفين والتنسيق التام بينهما امن رحيل الجيوش الاجنبية عن البلدين للوجود العسكري الفرنسي والبريطاني في المنطقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية