فهل تبلدت المشاعر عند العديد ممن يعملون في المؤسسات العامة وأصبحت عدد ساعات الدوام لاتتجاوز جلسة استراحة لتناول الشاي والقهوة ..
لماذا ينظر هؤلاء في القطاع العام الإداري والإنتاجي والخدمي والإعلامي وغيره على أنه حالة من النزهة أو التسلية لتقطيع الوقت يقضونها في اللامبالاة ولا يعيرونه وزنا ..
علما أنهم يدركون في قرارة نفوسهم أن العمل في خدمة الوطن قيمة لاتضاهيها قيمة من باب الواجب المقدس، وما الالتزام والحضور إلا ضرورة قصوى تفرضها بواعث طبيعة الإنسان ، الأجر مقابل العمل..
ألهذا الحد أصبحت نعمة الوظيفة العامة مستباحة حتى يتعالى ويتكبر ويتخلف عن الدوام بشكل منظم من هم يتقولون ويكثرون الحديث في كل مكان ..ألم يتبصر هؤلاء كيف أن الدولة والحكومة والمؤسسة التي ينتمون إليها أو لنقل يعملون بها مازالت لغاية اللحظة تؤمن لهم الرواتب والحقوق والمزايا والمكاسب دون أي انقطاع رغم كل ماأصاب هذا البلد من ويلات وحصار وتراجع حجم العديد من المقدرات المادية ووصول بعضها إلى حالة مزرية ..
وبالتالي لم تعد الحجج مقنعة ولا التأويلات والتفسيرات لان من لاغيرة لديه في وقت الضيق والحاجة في إطار المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية لاقيمة لبعض دوامه المتقطع والخجول وغير المنتظم والمضبوط في غيره من أيام الراحة والحياة الطبيعية قبل اندلاع موجات الحريق في ديارنا السورية ..
إن الالتزام بالدوام الكامل أي ضمن ساعات العمل المحددة في مؤسسات الدولة ومنها مؤسستنا الإعلامية ليس واجبا فقط في شروط العقد الاجتماعي ..بل يأتي في مرتبة المقدسات والمكرمات لكي يدخل الحلال فيما نتقاضاه من أجور ورواتب ، يقينا العوز والحرمان وذل السؤال ومهانة الحاجة ..