تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانوراما .... الوطن

مجتمع
الثلاثاء 17-3-2015
وائل المولى

لم يعد أحد من السوريين يحتفي بيوم الخامس عشر من آذار ..اليوم الذي سوق له عشية فتنة على أنه الانعطافة التاريخية التي ستعبر بالسوريين إلى واحة الحرية والديمقراطية .

أخذ قسم من السوريين الرعاية الأمريكية على محمل الجد فأخذوا بدورهم الوطن إلى مشارف الخراب ...لم يستطع الأمريكيون فرض تغيير جوهري في المشهد السوري فلجؤوا إلى لعبتهم المفضلة باستقواء أبناء الوطن على بعضهم البعض بعدما وجدوا في المعارضات السورية المتفرقة إلا على الاستقواء بالأجنبي الأدوات الجاهزة لهكذا مشروع ..‏

..بدأ المشهد بعد شهور قليلة من انطلاق الأحداث على النحو التالي غرب أطلسي ومال عربي يحرض ومعارضة خارجية اعتقدت أنها ستحوذ بسواعد الأطلسي كل شيء فلا حاجة لها لتقديم أي شيء واخرى انطوت على انتهازية مضمرة تترقب ما ستؤول اليه الأمور .. بدأ الإعلام العربي والغربي في واد والواقع السوري في واد آخر فعزوف حواضر البلاد في دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية عن الخروج على الحكومة جعل من الثورة المزعومة واقعا في جو افتراضي فيما كان الإعلام السوري يكرس مع الوقت المزيد من المصداقية التي دعمتها حقائق دامغة تقول بأن رايات النصرة وبعدها داعش قد ارتفعت في أكثر من جغرافيا سورية مدعومة من جار تركي حاول فرض شروطه على دمشق التي رفضت حينها ما سمته تدخلا سافرا في شؤون البلاد ..دخل الجيش السوري الميدان وقد بات العدو في الداخل فقلب المعادلة التي بدت خلال العامين الأولين من الأزمة تميل لمصلحة الدول الراعية للإرهاب فشكل الخامس من حزيران العام 2031 نكسة للدول الداعمة للتكفيريين في سورية وكانت استعادة القصير فاتحة الخروج من عنق الزجاجة لتتدحرج معها انتصارات الجيش السوري الذي استلم زمام المبادرة ليعود الرقم الأصعب في الميدان وتعود الحكومة السورية حجر الرحى في أي مفاوضات سياسية ..في الذكرى الرابعة للمأتم السوري بات واضحا أن الولايات المتحدة والغرب لم يبدلوا كثيرا من أهدافهم لكنهم اصطدموا بجبل قاسيون الشامخ الذي جعلهم يتحينون الفرص للانقضاض مجددا فيما لايزال الأتراك يصدرون الموت إلى سورية من غير أفق واضح لتحقيق ما اعتقدوه قطافا دانيا ..أما العرب فلايزالون على عهدهم في نقض عرى العهود فيما بينهم وتلزيم دولهم خدمة لكل غاز ومعتد، فيما يجعل بعض السوريين من أنفسهم وقود خراب بلادهم وليس أعدى على المرء من نفسه حين يمارس فعل الحماقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية