آما وقد لفحتنا نسائم آذار، فقد بات لزاماً علينا أن نقبض بشيء من الحرص الشديد على أشواقنا وأحلامنا المهاجرة التي لم تترك لها آهات الثكالى وأنات الايامى واليتامى فرصة لوداعنا أو مصافحتنا أو حتى إلقاء نظرة (الميت ) علينا بعد أن بتنا في نظر أحلامنا المهاجرة تلك بحكم الأموات ؟!.
آما وقد فتح آذار أبوابه التي أوصدتها أيادي الإرهاب بحقد مفرط ودموية بشعة ، فقد وجب علينا كأبناء الشمس والياسمين أن نسلك طريق العودة إلى وطننا الملتاع وقد ذاب اشتياقاً إلينا، وأن نسارع إلى اقتحام دواخلنا ونفوسنا وقد أرهقها الجفاف والجفاء لإعادة ترميم وإصلاح ما خربته ودمرته تلك الأيادي الآثمة فينا، والتي حولت البعض الكثير منا إلى ما يشبهها في القتل والطعن والخيانة والمتاجرة بدمائنا وأحلامنا المهاجرة.
آما وقد عاد إلينا آذار بالكثير من أحلامنا المهاجرة، فقد حق علينا أن نُعيد له الكثير من ودائعه ومكنوناته الثمينة والغالية التي لا تقدر بثمن التي استودعها قبل أن تهجرنا نفحاته في ضمائرنا وذاكرتنا التي لا تزال تحتضن الشيء الكثير منها.
انه ربيع آذار الحافل بالأمل والانتصارات والانجازات وصناعة المستحيلات التي يسطرها جيشنا الباسل كل لحظة على امتداد الوطن والذي لم يغادره آذار لحظة واحدة.