واليوم مع شهر آذار وبراعم اللوز والمشمش والعنب والتين ثمة براعم أخرى تمتد في الغابات وفي قمم الجبال تخضر وتزداد لأنها رفيقة أكاليل المجد إنه الغار الشجرة الوارفة المباركة ورقاً وزيتاً وثمراً وإكليلاً، لها في وجدان السوريين قصص وحكايا، من صابونها إلى ورقها، إلى نضرتها إلى حلب الشهباء وصناعة تراثية لم ولن تموت. غار الجبال يصبح عطراً حلبياً بنكهة سورية يطوف الدنيا كلها ولن ينتهي أبداً وللشجرة الغار في الشرق حكايا وقصص تبدأ مع اسطورة «لوريل» أو «إكليل الغار» هي واحدة من أجمل الأساطير اليونانية القديمة.
وجمال الأسطورة «لوريل» لما تمثله حكايتها الرائعة من الرغبة في تحقيق الانتصارات المجيدة وبذل المجهود من أجل التتويج بـ «إكليل الغار».
أبوللو الذي تجسد في شكل الشمس كان حامياً للفن والموسيقا والشعر، كما كان عاشقاً للجميلة «لوريل» حورية النباتات والينابيع، التي تمثل قوة وجمال الطبيعة.
أبوللو طارد لوريل كثيراً سعياً في نيل حبها، ولكنها اختارت أن تبقى مخلصة لـ «أرتيميس» إله الصيد، وطلبت من أمها «الأرض» أن تساعدها.
وحولت الأم ابنتها إلى شجرة رائعة الجمال نمت على ضفاف نهر «بينيوس».
وانفطر قلب «أبوللو» لفقدانه حبيبته فقام بقطف بعض الأوراق من الشجرة وصنع منها تاجاً ارتداه.
ومنذ ذلك الوقت أصبح «إكليل الغار» أو الـ «لوريل» تاجاً يتوج به الأبطال الشجعان على شرف الحب.