مفردات تلخص حالة بعض الأطراف الفاعلة والمؤثرة، فيما تختنق بعض الأطراف الهامشية بغيظها وحنقها كلما اقترب موعد الاتفاق النهائي.
فبعض مشيخات النفط الخليجية تتقاسم حالة عدم الرضا والتسليم بالأمر الواقع بفعل سقوط رهاناتها على عدوان إسرائيلي يعرقل مسيرة إيران النووية، وفشلها في حمل واشنطن على وقف التفاوض.
في حين تبدو «إسرائيل» أكثر خيبة وتذمراً بعد عودة نتنياهو من واشنطن بـ«خفيّ حُنين»، وعجزه عن صرف نفاق الكونغرس الزائد ومزاودات الجمهوريين الرخيصة ضد إيران رصيداً كافياً في جيب طموحاته الانتخابية المريضة، وهذا ما يجعل للاتفاق ـ في حال توقيعه ـ قيمة مضافة تؤهله كي يكون حدثاً استثنائياً فاصلاً.
القيادة الإيرانية الواثقة من قدراتها والمؤتمنة على حقوق شعبها، تسير نحو الاتفاق بجرأة واقتناع، وليس لديها ما تخبئه، فبرنامجها سلمي الطابع والأهداف، ويلبي معايير معاهدة منع الانتشار النووي وينسجم مع قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد أظهرت خلال سنوات التفاوض الطويلة رغم الحصار والعقوبات الجائرة صبراً تحسد عليه ومرونة وصدقية وشفافية عززت موقفها وأحرجت الغرب الذي حاول استرضاء الكيان الصهيوني، أكثر من محاولته تبديد الشكوك بشأن سلاح نووي إيراني مزعوم.
وعليه فإن من واجب العالم اليوم أن يسأل ويتبين ـ والاتفاق النووي قاب أيام أو أدنى من التوقيع ـ من الذي يسعّر نيران الحرب والإرهاب والفوضى والدمار في عموم المنطقة والعالم، الكيان الصهيوني المتخم بأكثر من مئتي رأس نووي وشهية مفتوحة للتهديد والعدوان أم إيران التي تمد يد السلام والتعاون للجميع وتسعى إلى حل برنامجها النووي بالطرق السلمية..؟!