قلت لنفسي الماء ماء سواء كان في المسبح أو في النهر بل إن الماء في النهر أصلح لأنه جار,وهكذا شددت رحالي إلى منطقة الربوة حيث عدة أنهر هي تفرعات لبردى,نهرنا العظيم.
اخترت مكانا مناسبا محميا بظل شجرة وارفة وخلعت ملابسي ووضعتها على جريدة كانت معي ووضعت فوقها حجرا كي لا تطير إذا ماشاء الهواء أن يهب فجأة. فنظرت ذات اليمين وذات اليسار ثم خلعت السروال ولبست (مايو) قديما ألجأ إليه كلما لجأت إلى السباحة في النهر,نزلت إلى الماء وشعرت بنشوة البرودة دخلت لنفسي أنا أفضل من جميع الذين يذهبون إلى المسابح سواء أكانت خمس نجوم أو نجمة واحدة وسبحت عدة أمتار بعيدا عن الشجرة وعدت بعكس التيار فسبحت حتى وصلت إلى موقعي الأول وهكذا قمت بعدة سباحات مما كنت تعلمته على يد معلم سباحة أيام كنت قادرا على الدفع لقاء السباحة.
الحاصل له وبلا طول سيرة شعرت بالارتياح لأنني لم أنس درس السباحة ولأنني ترطبت كثيرا في هذا الجو الحار خرجت من النهر لأجد ياللمفاجأة ثيابي قد طارت,لا بفعل الريح بل بفعل فاعل .
مع أنها قديمة وشبه مهترئة لكن ماذا يهم السارق إن كانت قديمة أو جديدة إن كان قد لطشها ليذهب إلى سوق النسوان ليبيعها هناك! ضربت كفا بكف وقلت:مصيبة حلت بي كانت باطلة هذه السباحة في النهر أن أبقى أنقط عرقا خير من أن أبقى بدون ملابس كيف سأصل إلى بيتي من الربوة إلى العمارة وماذا يقول الناس عني?!.
حاولت أن أشرح قضيتي إلى فلاح كان هناك فأبدى حركة تدل على أنه أمام فاقد عقله خاصة أني سألته أن يعيرني أي لباس أستر به عريي وهكذا كتب علي أن أعود عاريا إلى بيتي ولكن كيف?.
تصنعت أنني من هواة الجري وصرت أركض ويتابعني الناس بعيونهم مدهوشين خاصة أن لباسي(المايو) ليس لباس جري قطعت نصف المسافة إلى داري عندما أعياني الركض فتوقفت وجلست على حافة أحد الأبنية ألتقط أنفاسي وراعني أن جمهورا كبيرا قد توقف أمامي ينظر إلي كأنني عجيبة من عجائب هذا الزمان وما هي إلا لحظات حتى جاءني شرطي على دراجة نارية وبادرني القول:كيف تخرج بمايو السباحة في أهم شارع من شوارع المدينة? أنت موقوف لأن منظرك ينفر السياح وأهل البلد واقتادني مخفورا إلى الكركون هذا ما جناه علي الصيف وضيق ذات اليد ومجنون يحكي وعاقل يسمع.