و التي كانت تحتل سماءاتها الفضائية،ويسجل لفنانينا السوريين هذا الإصرار على الوجود بأعمال تجاوزت في عددها الثلاثين عملا توزع بين الدراما والبيئة الشامية والكوميديا.
كل ذلك ربما يثلج الصدر ويجعلنا نكبر تلك الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل تحقيق ذاك الوجود الدراعي على الساحة الفنية، ولكن هل هذا السباق المحموم الذي مارسه الفنانون لتحقيق عكاظ درامي رمضاني يشفع للبعض أن يقدم أعمالا لاتمثل فكر وثقافة الشارع السوري وعاداته وقيمه وقائمة المنظومة العرفية التي درج عليها في علاقاته الاجتماعية؟
وهل هذا السعي الحثيث لإنتاج أكبر كم من الأعمال يعطي الحق لبعض الكوادر الفنية أن تقدم سويات لاتليق بمسيرة الدراما السورية التي تجاوزت في مرحلة ليست بالبعيدة حدود الوطن الى الفضاء الأرحب وتربعت على عرش دراما الوطن العربي؟
لاشك أننا نثمن عاليا تلك الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إغناء شاشاتنا الفضية بأعمال عديدة رغم ظروف العمل القاسية والظروف الحالية التي لاتتيح العمل بشكل آمن ومريح من جهة وضغط العامل الاقتصادي من جهة أخرى، لكن ذلك يجب أن يحملنا مسؤولية مضاعفة للمحافظة على المستوى اللائق للدراما وخصوصا في ظل هذا التنافس الكبير الذي يشهده هذا الوسط.
ومرة أخرى وبدافع من غيرية واحترام نقول: ما دامت الدراما السورية هي سفيرتنا الى العالم، وعليها تقع مسؤولية تقديمنا الى الآخر، فكرا وثقافة وحضارة، فلتكن هذه المسؤولية بأيد أمينة تحافظ على وجودها وترتقي بها الى عالم النجوم وفضاءات لاحدود لها.
معاً نسمو، ورمضان كريم.