بإجراء مباراتين في المجموعة السادسة ليكتمل معها الجولة الأولى وتعد المتتخبات العدّة للجولة الثانية التي ستحدد إلى حد كبير هوية المنتخبات المتأهلة لدور الستة عشر.
في المباراة الأولى تلتقي النمسا مع المجر في بوردو الساعة السابعة مساء بقيادة الحكم الفرنسي كليمنت توربين ، تليها في العاشرة مباراة البرتغال مع أيسلندا في سانت أتيان بقيادة الحكم التركي كونيت تشاكر.
وكانت القرعة قد جنبت منتخب البرتغال مواجهة منتخبات كبيرة في دور المجموعات وأوقعتها في مجموعة معقولة إلى جانب المجر والنمسا وأيسلندا، لذلك تبدو فرصة رفاق كريستيانو رونالدو كبيرة في تجاوز الدور الأول، خصوصاً مع اعتماد نظام تأهل أحسن 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الستة.وربما يعتمد منتخب البرتغال بشكل مبالغ فيه على كريستيانو بينما يعاني من أجل العثور على بدلاء للاعبين القدامى لكن تحت قيادة المدرب فرناندو سانتوس لا يزال بوسع الفريق أن يشكل تهديداً للخصوم في البطولة.وبعد وصولها إلى الدور نصف النهائي قبل 4 سنوات عانت البرتغال من خروج مهين من الدور الأول في كأس العالم 2014 وتبع ذلك الهزيمة أمام ألبانيا في بداية مشوارها في تصفيات يورو 2016.وأقيل باولو بينتو المدرب السابق الذي رفض بكل إصرار استبدال العناصر القديمة، وجاء سانتوس بدلاً منه وظهر تأثيره على الفور بعد أن حقق الفريق 7 انتصارات متتالية في التصفيات جميعها بفارق هدف واحد ليتأهل الفريق بأمان إلى نهائيات فرنسا. ووجد سانتوس مثل من سبقه أن عملية إعادة بناء الفريق صعبة واعتمد على أصحاب الخبرة حتى أنه استدعى المدافع المخضرم ريكاردو كارفاليو الذي سيكمل عامه الـ 38 أثناء البطولة. واستدعى سانتوس أكثر من 50 لاعباً من بينهم 17 لاعباً لأول مرة وأشرك 33 لاعباً في التصفيات. ونجحت تجربته بالكشف عن مواهب مثل برناردو سيلفا الذي يلعب في مركز الجناح ولاعبي الوسط وليام كارفاليو وجواو ماريو. وربما كان أكثرهم لفتا للأنظار ريناتو سانشيز البالغ عمره 18 عاماً الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ قادماً من بنفيكا بعد أشهر من مشاركته الأولى على مستوى الاحتراف.
وربما لن يشكل المنتخب النمساوي تهديداً للبرتغال، لكن النمسا بالتأكيد استفادت من قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 فريقاً. وبكونها ضمن أضعف الفرق في أوروبا لم تتمكن النمسا مطلقاً من الصعود للنهائيات الأوروبية ضمن 16 فريقاً وكانت مشاركتها الوحيدة في البطولة عندما استضافتها مع سويسرا في 2008. لكن النمسا شهدت تطوراً كبيراً وكان يمكنها التأهل للبطولة حتى بنظامها السابق المكون من 16 فريقاً أو حتى ثمانية فرق. وبعد التعادل على ملعبها ضد السويد في المباراة الأولى في التصفيات انتفضت النمسا وفازت بكل مبارياتها التالية وتغلبت على روسيا مرتين وفازت 4/1 على السويد لتنتزع بطاقة التأهل بشكل رائع.
وإذا كانت النمسا تعتمد على جيل الشباب، فإن المجر تظل دائماً تحت وطأة تاريخها العريق طوال عقود مع الأمجاد العالمية التي حققها خلال خمسينات القرن الماضي في ظل وجود مواهب متميزة مثل فيرينك بوشكاش وإينو بوزانسكي. ومهما كانت إنجازات فريق المدرب بيرند شتورك فأن لديه على الأقل فرصة كتابة قصته الخاصة في فرنسا. وفي تقييمه الذي لن يوافق عليه كثيرون قال شتورك نريد أن نقدم أداء جيداً وإثبات أحقيتنا في المشاركة في البطولة. التأهل إلى الدور الثاني ليس أمراً متوقعاً بل حلماً.ولم تشارك المجر في نهائيات بطولة كبرى منذ أن لعبت في كأس العالم 1986 وتعود مشاركتها الأخيرة في بطولة أوروبا الى نسخة عام 1972. لذا فإن تأهلها إلى النهائيات يعتبر إنجازاً كبيراً لفريق احتل المركز الثالث في مجموعته في التصفيات وصعد إلى البطولة بعد فوزه 2/1 على النرويج في مجموع المباراتين في الملحق. وتأثرت مسيرة المجر في التصفيات بإقالة مدرب ورحيل آخر من أجل تدريب فريق في ألمانيا قبل أن يأتي شتورك ويصعد بشكل مفاجىء إلى النهائيات في ليلة لا تنسى في بودابست.وقد تعاني المجر في الهجوم بعد أن سجلت 11 هدفاً فقط في 10 مباريات في التصفيات لكن القرعة جاءت رحيمة بها. فبعيداً عن البرتغال ستواجه النمسا الضعيفة وأيسلندا التي تشارك للمرة الأولى. لكن الأخيرة ترفض أن تكون مجرد رقم والفرق التي تستهين بها ستكون أمام مفاجأة غير سارة بالمرة.وسيطر منتخب البلد الصغير التي يبلغ عدد سكانه نحو 330 ألف نسمة على مجموعته في التصفيات لأغلب الوقت وحول ملعبه في ريكيافيك إلى قلعة حصينة.وعلى ملعبها سحقت أيسلندا ضيفتها تركيا 3/0 في أولى مبارياتها في التصفيات وتبع ذلك الفوز على تشيكيا وهولندا. وفازت أيسلندا مرة أخرى على هولندا في أمستردام وهي النتيجة التي جعلت منها منافساً حقيقياً على تصدر المجموعة. لكن هذا لم يحدث وكان المركز الثاني كافياً لتأهلها إلى النهائيات في فرنسا. وبينما تود عدة منتخبات تفادي مواجهة البرتغال والنمسا ستكون أيسلندا سعيدة بمنح المنافسين الاستحواذ على الكرة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة الخاطفة. ونجاح أيسلندا في الآونة الأخيرة ليس مفاجئاً. ولسنوات طويلة استثمر اتحاد كرة القدم في البلاد في المدربين والمعدات ليتمكن الشبان من التدرب طيلة العام. وتعتمد أيسلندا على الدفاع القوى المنظم والشرس مع بدء هجمات مرتدة سريعة للغاية عند الاستحواذ على الكرة. وعلى الرغم من القصة الخيالية لتأهلها فان اللاعبين لديهم قوة بدنية هائلة بالفعل.