لاشك أن المراوحة في المكان تعني التراجع على السلم الرياضي أمام تطور الفرق الأخرى، فما بالكم إذا كان هناك تراجع عملي؟ وهذا يدفع للسؤال: أين الحلقة المفقودة في هذه المشكلة التي تتفاقم و تكبر ككرة الثلج؟
البعض يعتبر أن عدم وجود استراتيجية عمل موضوعية لكرتنا في مختلف منتخباتها، وغياب الرجل القيادي الناجح، والخلافات الشخصية القائمة داخل أروقة اتحادات كرتنا المتعاقبة، لعب دوراً كبيراً في تراجعها وترهلها. فيما يعتبر البعض الآخر أن السبب في تراجع كرتنا إنما يعود لعدم وجود كادر فني كفوء وقادر على ترتيب أوراق منتخباتنا بالشكل الصحيح. فالمدرب الذي يعمل مجاناً لا يستطيع تحقيق معادلة التطور, و المدرب الذي يجد المنتخب فرصة للعمل أو للشهرة لن يقدم شيئاً ، والمدرب الأجنبي الذي يعمل ببضع ليرات لا يعطي أكثر مما يقبض ولو توفرت له هذه الليرات في بلاده لما غامر بالمجيء إلينا لتدريب منتخباتنا. هذا عدا عن عدم تأمين معسكرات خارجية مناسبة وبطولات احتكاكية تساهم في رفع السوية الفنية لمنتخباتنا.
أما البعض الثالث الذي مثله لاعبنا و مدربنا الخلوق وليد أبو السل فأشار في أحد اللقاءات إلى أن وضع كرتنا لا يسر، والمنتخب بحاجة لمدرب خبير وليس ممرن، و أيضاً حلولاً جذرية بالنسبة للقائمين على الناحية الإدارية. ولدى سؤاله بأن الكل يختبىء خلف الظروف الحالية أضاف أبو السل: في ظروف أصعب نال المنتخب العراقي بطولة آسيا، نحن فاشلون إدارياً وليس فنياً، أشعر وكأن المنتخب (أملاك شخصية) ونسوا أن هذا المنتخب هو منتخب الوطن..
إذا الجميع أدلى بدلوه والكل وضع يده على الجرح بعد أن وضعنا كرتنا أمام المرآة , لكن ما قاله أبو السل يجعلنا نؤكد للجميع بأن منتخباتنا الوطنية ليست سلعة بأيديكم تتصرفون بها كما تشاؤون, أنتم ستذهبون غداً ومنتخباتنا باقية و التاريخ سيذكر أفعالكم , فهل تعتبرون ؟!