, وتُؤمَرُ به ’ بل تقاد إليه صاغرة طائعة, دون أن يكون لها ان ترفض أو تعترض , أنْ تبدِّل أو تُحَوِّل , أن تُعدِّلَ أو تغيَّر تسمياتها.
الامر لا يهم. كل ما يريده الاميركيون ان يكونوا تحت الطلب ,وقد لبّوا ونفذوا, وهم ثائرون على الظلم ومن أجل الحريات حين يدمرون في بلدانهم , ولكنهم مجرمون ومخربون وإرهابيون حين ينقلبون على الراعي والمروِّض الاميركي .
انقلبوا على المروِّض ,وأذاقوه بعضاً من السم الذي زودهم به , والجرعات تزداد يوما تلو الآخر , فكلما تباهى المروِّض انه قاب قوسين او أدنى من الإمساك بالحبل كاملا ذكّروه أنهم قادرون على الافلات والاتجاه الى حيث يريدون. المال السعودي يمدهم بأسباب القوة, والتسهيلات التركية تدفعهم للمزيد من الخطط والإجرام , والإعلام الأسود المشبوه يضعهم في الواجهة ,والميدان يتسع، فهو ليس العراق وسورية وليبيا , إنما في عقر دار الراعي والمروِّض , والفاعل نشأ وترعرع في الولايات المتحدة , وسلوكه الإرهابي كان معروفا ,وعلى رؤوس الاشهاد , ولكنهم لم يحركوا ساكنا , فهم مشغولون فقط بضخ المزيد من هؤلاء الى الداخل السوري, واللعب على عامل الزمن , وعدم التحرك لفعل أي شيء على ارض الواقع .
فالإرهاب الذي ضرب في الولايات المتحدة الاميركية ,هو من فكر وهابي ترعاه أعلى السلطات, ويعرف العالم ان آلاف الجمعيات في مملكة بني سعود تجمع التبرعات لداعش وتدفع بمئات الارهابيين الى العراق وسورية لتنتهي بتصعيد على الارض ندفع ثمنه دماء ومقدرات , ودائرة الخطر تتسع اكثر مما يتوقع من يرعون الارهاب ,ويستثمرونه اينما كان , والسؤال الملحّ الذي يطرح نفسه. وعلى العالم كله ان يطرحه :لماذا لاينفث داعش سمّه في رمال بني سعود , ولماذا الصمت العالمي على هذا الفكر العفن. فمن أولى الواجبات أن يدعى إلى عقد مؤتمر فكري عالمي من أجل مناقشة خطر الفكر المتطرف وضرورة اجتثاثه, فقد غدا وباءً أكثر فظاعة من النازية والفاشية, ولكن بمرارة أخرى نسأل: هل كان الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة استثماراً في المشهد الانتخابي الاميركي من يدري ؟
وتبقى الحقيقة أنَّ السوريين وحدهم من يَدْفع عن العالم كله شرورهذا الفكر الظلامي .