وبعد طول التجوال والتجواب ،انتهت المعاناة وحسمت معركة الانتظار التي استنفرت الأعصاب و استنزفت الأفكار في ليل بطيء الكواكب.
وفي الوقت الذي حددت فيه وزارة التربية موعداً لإصدار نتائج شهادة التعليم الأساسي لمنع المتاجرة بآمال وأحلام طلابنا والتلاعب بمشاعرهم بإبطال مفعول شائعات وتسريبات أشكال ..ألوان تزيد قلقاً وتوتراً أصبح من سمات العصر ،تمنى بعض الطلبة تقليص معركة انتظار النتائج بنشر الخبر العاجل قبل ساعة أو أقل من صدور النتائج وتأجيل صدورها لحين انتهاء الامتحانات الثانوية المصيرية رأفة بأسر عاشت قلق الامتحان وقلق النتائج بنفس الوقت وبها ما يكفي ويزيد من القلق المعيشي والاجتماعي والاستقراري .
وعلى إيقاع ارتفاع نبضات القلب وسرعة التنفس وجفاف الحلق وانعدام النوم انكشف المستور ..صدرت النتائج مع مفاجآت غير متوقعة أسقطت الرهانات ..ساوت بين المهمل والمجد ولا نصيب للمجتهد على ذمة بعض طلابنا .
وإن كنا نوافقهم الرأي في حالات قليلة واستثنائية لبعض ضعاف النفوس الذين استغلوا الأزمة وتداعياتها وتذاكوا وتحايلوا وغشوا أنفسهم لينجحوا فإننا على يقين بأنهم حالة أفرزتها حرب كونية إرهابية ،ودوام الحال من المحال وستتفجر آمالهم وتتحطم مطامحهم ،وبالمقابل هناك بعض الطلبة الذين كانت نتائجهم غير ما يشتهون ،يجدون لنفسهم شماعة ليعلقوا عليها تقصيرهم وفشلهم وأخطاءهم ليرتاح ضميرهم وللإنصاف وعلى الرغم من مسؤوليتهم عن الفشل ولكنهم ليسوا الملوم الوحيد .
نقول بثقة ودعم من أبحاث ودراسات تربوية، وخبرات وتجارب تربويين وطلاب علم وتعلم ،أن لكل مجتهد نصيباً ولمريدي التفوق والتميز مبتغاهم ومن جد وجد.
مبارك للناجحين فرحتهم ولا تعادلها فرحة ..ومحاولة جادة وإرادة متجددة ومثابرة وإصرار وصبر لمن خاب ظنهم ..وليكن الإخفاق محفزاً للبذل والعطاء والجد والاجتهاد .