تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث .. ارتدادات.. هل تحيي أميركا ترميم «معتدليها» أم تنعاهم؟

الصفحة الاولى
الأحد 4-10-2015
كتب ناصر منذر

يبدو واضحاً أن أصحاب الرؤوس الحامية في المنظومة العدوانية، لم يستفيقوا بعد من ارتدادات الصدمة الروسية، ومنذ بدء توجيه الضربات الروسية إلى جحور التنظيمات الإرهابية في سورية،

ازداد نعيقهم خوفاً على مصير مرتزقتهم على الأرض، فجاء انتقاد الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وقطر والسعودية وتركيا، في بيان مشترك، الغارات الروسية ليعكس حالة الارتباك إزاء التعاطي مع المتغيرات الجديدة التي فرضها الصمود السوري، والحزم الروسي من خلال المشاركة الفعالة إلى جانب الجيش السوري في محاربة الإرهاب.‏

الحنق الغربي -الخليجي -العثماني جاء بفعل الاستياء من تطابق الأولويات السورية والروسية في القضاء على التنظيمات الإرهابية على مختلف تسمياتها، وإصرار الجانبين على أن الإرهاب واحد ولا يمكن تجزئته، فالحلف العدواني طالب الجانب الروسي باقتصار توجيه الضربات إلى معاقل «داعش» فقط،- ليس كرهاً بالتنظيم الإرهابي، وإنما لتقليم أظافره بعد أن انفلت من عقال صانعيه-، واستثناء إرهابيي أميركا المعتدلين، من «النصرة، وأحرار الشام، وجيش الفتح» وغيرها، خوفاً على خسارة رهاناتهم السياسية المتعلقة ببقاء تلك التنظيمات، وإمدادها بكل سبل الديمومة والبقاء.‏

التركي أيقن بأن الضربات الروسية أطاحت بأوهام المنطقة العازلة إلى غير رجعة، والفرنسي الذي وقف إلى جانب أردوغان وشدَّ على يده للتسريع بإقامتها، أدرك بأن التحرك الروسي الجاد في القضاء على الإرهاب سيحرمه من فتات الكعكة الأميركية، بعد أن ثبت للعالم فشل الاستراتيجية الأوبامية، وضياع المشروع المتخفي وراءها، أما الأميركي الساعي لإعادة ترميم أذرعه الإرهابية قبل الاضطرار على نعيها بالكامل، فكانت ردة فعله بإعلان عزمه إعادة تطوير برنامجه التدريبي لإرهابييه «المعتدلين»، بهدف رفع معنوياتهم التي انهارت تماماً بعد توجيه الضربات الروسية، وهذا ما دل عليه إخلاء التنظيمات الإرهابية لمراكزها، والهروب جماعياً بالسلاح والعتاد إلى الحدود التركية.‏

آل سعود أدركوا أيضاً قبل غيرهم حجم الورطة والمأزق، لأن عصاباتهم الوهابية التكفيرية باتت بين فكي كماشة الضربات القاصمة للجيش السوري على الأرض، والضربات الروسية من الجو، فطغى نعيقهم على أصوات النشاز الغربية، لمعرفتهم بأن مدة صلاحيتهم قد قاربت على الانتهاء، وأن تلال العقبات التي يضعونها أمام الحل السياسي لن تشفع لهم بعد اليوم، وربما أدركوا متأخرا بأنه لا مكان لهم في النظام العالمي الذي بدأ يولد من رحم الصمود السوري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية