وكان طلبه هذا بشأن طلاب المدارس الابتدائية يجب أن يكون نافذ المفعول بخصوص ضحايا المحرقة النازيةو قد ولد موجات احتجاج منفرة ليس فقط في الأوساط التعليمية الفرنسية بل وحتى عند المؤرخين.
فقد شجبت الاتحادات الطلابية والتعليمية وأدانت هذا الطلب واعتبرته قراراً ارتجالياً وغير مدروس ومن المحتمل أن يضع عبئاً نفسياً وعاطفياً كبيراً على الشباب.
حتى بعض الكتاب والقادة اليهود عبروا عن خوفهم من هذه الفكرة ووصفوها بأنها(مريضة ومقيتة بشكل استثنائي) ,وقد تحدث ردة فعل قوية ومفاجئة(ضد السامية).
وتذمرت هذه الاتحادات من محاولة ساركوزي إدارة المناهج التعليمية وفرض طريقة انفعالية على تعلم التاريخ.
وفي خطابه لإحدى المجموعات اليهودية قال ساركوزي:(بدءاً من السنة القادمة سوف يتعلم كل طالب في سنته الابتدائية الأخيرة-كيف يحفظ في ذاكرته-قصة كل طفل من الأطفال الفرنسيين-اليهود البالغ عددهم أحد عشر ألف طفل الذين قتلوا في معسكرات تعذيب النازية).
لكن الاتحادات التعليمية قالت :إن هذه الخطة تعد-صدمة-وتدمر بشكل فعال نفسية الأجيال الشابة.
وهذا ما جعل المؤرخ اليهودي-الفرنسي-إسزر بنباسات يقول :إنه لا يجب تشخيص التاريخ.(فالعاطفة سريعة الزوال, ويجب ألا نستخدم العاطفة كوسيلة أو أداة تعليمية.ثمة شيء بغيض وكريه إلى حد كبير حول هذه الفكرة).
وفي هذا السياق,قال الكاتب والفيلسوف الفرنسي-باسكال بروكنر-من الخطأ الفادح إفساد نظام التاريخ وإحياء ذكرى ما.
فقد سئم الشعب الفرنسي والأجيال الفرنسية الشابة من ذكرى الهولوكست,ومثل هذه المواقف لا تمنع من تصاعد العداء ضد-السامية-وأضاف قائلاً: إن فكرة-ساركوزي-ستشجع على (مزاد علني عاطفي) لمجموعات عرقية أخرى مثل السود والعرب تحاول إثبات أنهم كانوا أيضاً ضحايا بربرية ووحشية بعض الناس الآخرين.
كما اعتبر طبيب الأطفال الشرعي الفرنسي-ماريو اوديلي روسين-هذه الفكرة بأنها خطيرة لأن الأطفال دون سن البلوغ غير قادرين على إبعاد أنفسهم عن مثل هذه الحوادث السوداء. فقد أصبح معروفاً أن الرئيس الفرنسي ساركوزي لديه عادة إنتاج الأفكار المرعبة من دون وجود أرضية لهذه الأفكار.
ومحاولته الأخيرة فرض طريقة انفعالية لتعليم التاريخ جعل الآخرين يطلقون النار عليها,وقد رفض مدرسو المدارس الثانوية الفرنسية قراءة وتعليم قصة حياة الأطفال اليهود-الفرنسيين لطلابهم وما (عانوه من المحرقة) وفقاً لساركوزي.