مهدداً أكثر من غيره بمخاطر هذا الاختراق,لظروف موضوعية خاصة به,تتعلق بطريقة التربية ,وببناء شخصية الشاب وقدرته على اختيار ما يراه مناسباً وترك مالا يراه.كذلك تتعلق بتعرضه لنماذج حياة تختلف عن حياته الواقعية,فالانفتاح المعروض أمامه بالرسائل الإعلامية يقابله كبت في حياته اليومية,وإغراء الشراء في الإعلانات يقابله الفقر .
والمتأمل فيما يتلقاه الشباب اليوم من خلال الفضائيات يجد أنها ترسخ هذا التناقض الخطير داخل الثقافة.فمن ناحية تكثر من بث أفلام العنف والجريمة وتشغل كل فترات الإرسال بالمنوعات والمواد الإعلانية.ومن ناحية أخرى تعرض برامج تسمي نفسها دينية تلقى إقبالاً ملحوظاً من قبل الشباب.
إننا أمام برمجة متناقضة يتقاذف فيها الشباب في عالم يفيض بسكانه ,ببرامج تدعي الروحانية و تبدو كأنها تتحدث عن مثل سامية وقيم عليا.
هذه الازدواجية في الرسالة الإعلامية الموجهة للشباب بشكل أساسي كانت محور سؤال أجاب عليه عدد من الأشخاص الذين يمثلون شرائح اجتماعية متنوعة.
الدكتور محمد الرفاعي أستاذ في قسم الإعلام بجامعة دمشق يقول:إن الحديث عن مستقبل ثقافة الشباب في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تهز العالم اليوم,لا يحتمل الخاطبة التي تغالي في استعراض السلبيات أو تلك التي تبالغ في تجميد الواقع,نحن بحاجة إلى تقاليد جديدة في استشراف مستقبل مجتمعاتنا,تقوم على دقة التحليل ورصافة الفهم ووضوح التخطيط.
ويرى رأفت المقداد طالب أدب انكليزي أن افتقاد شبابنا اليوم إلى أنشطة فردية أو جماعية تساعد في إغناء شخصيته وإثراء تجربته الاجتماعية بممارسات إبداعية متنوعة ومتجددة ,هي التي تجعله فريسة للإعلام بهذا الشكل ويرى الطبيب بشير:إن الشباب لا يجد ما يشد أزره ويقوي عوده في مواجهة رياح التغير,فإنه يتحول إلى كائن مطيع تشكله آلة البنية الثقافية والإعلامية التي تسلبه مقوماته وتفقده مرتكزاته..تنمو لديه الحيرة ويزداد شعوره بالإحباط.
وعند محاورتي لزميلتي في الجريدة وهي ربة منزل قالت : أنطلق كوني أماً من أن مشكلة كبيرة تواجه الأسرة نتيجة الرسائل الإعلامية المشوهة التي يتلقاها أطفالنا,القائمة على عرض أفلام كرتون برسومات كريهة,وبرامج مسابقات تروج للنجومية السريعة التي لا تشجع على التعب والجهد للوصول إلى الأهداف .