(خلف قصر العدل) وتحت اسم ( مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ) - التي سمعت أنها تحولت إلى ( مؤسسة الوحدة للطباعة والنشروالتوزيع) كما لفتت انتباهي إلى أن ( الثورة) اليوم هي أقدم صحيفة في قطرنا لم تتوقف عن الصدور منذ يومها الأول صحيح أن هناك صحفاً في القطر - مثل صحيفة البعث صدر ت قبلها بمالايقل عن عشرين عاماً إلا أنها توقفت عن الصدور لسبب أولآخر أكثر من مرة .
وأقتبس هنا من أرشيف الثورة مؤرخاً :
(( في 16 حزيران 1963م صدرالقرار رقم 4/ج القاضي بإصدار صحيفة يومية سياسية في مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشرباسم جريدة الثورة إذ كان لابد من صوت يعبر عن ثورة آذار (التي يحتفل قطرنا العربي السوري بالذكرى الخامسة والأربعين لقيامها في الثامن من آذار عام 1963م الذي يتصادف مع ذكرى إعلان استقلال سورية عن الحكم العثماني وتتويج الملك فيصل بن الشريف حسين ملكاً على البلاد عام 1920م ).
وفي الأول من تموز عام 1963م صدرالعدد الأول من صحيفة الثورة .... إلى جماهير شعبنا في هذا القطر وإلى الجماهير العربية على امتداد الوطن الكبير .... وكان من أبرز المهام التي حملتها الصحيفة أمانة ومسؤولية هي :
> خدمة معركة التحويل الاشتراكي .
> كانت صحيفة الثورة صوت المعركة القومية المعبرة عن طموحات جماهير الأمة وأهدافها في بناء الوحدة ....
> مع بداية عام 1964م أخذت الصحيفة دورها القومي وأصبحت الصحيفة العربية الناطقة باسم الحركات الثورية في الوطن العربي .))
إلى هنا ينتهي اقتباسي من أرشيف الصحيفة لكن فضولي الصحافي لم ينته هنا إذ سعيت إلى الاطلاع على باكورة أعدادها الذي صدر يوم الاثنين 1/7/1963م - 9 صفر 1383ه وكان في ثماني صفحات وسعره: 15 قرشاً سورياً - 15 مليماً مصرياً - 15 فلساً عراقياً .
وحمل عنواناً بارزاً باللون الأحمر : ( تشكيل الحرس القومي) والعنوان الفرعي (صدور مرسوم تشريعي لحماية الشعب والثورة - قبول المتطوعين من السوريين وأبناء البلاد العربية من سن 16 إلى 60 ( السماح للموظفين والمستخدمين والعمال بالانتساب إلى الحرس القومي) .
وجاء في افتتاحية ذلك العدد الأول من صحيفة الثورة: تقدم التجربة الثورية في القطر السوري التي انبثقت في 8 آذار ثمرة نضالية جديدة من ثمارها ألا وهي الحرس القومي ....وهو وإن كان منظمة شعبية عسكرية - كما جاء في مرسوم تشكيله - إلا أن ظهوره في القطرالسوري ومن قبله في القطر العراقي ظاهرة ثورية جديدة في النضال العربي .... وفي الزاوية العليا اليمنى من الصفحة الأولى من ذلك العدد الأول هذا الخبر » 2000طن من القمح هدية من شعب سورية إلى شعب العراق) .
وفي عنوان فرعي ضمن الصفحة الأولى تلك :» الازدهار الاقتصادي لايتم إلا بتحقيق السوق العربية المشتركة ).
وفي سياق التأريخ نقرأ في الصفحة الثانية من ذلك العدد الأول من الثورة :» مباحثات ( الرئيس الأمريكي جون كنيدي) و رئيس الوزراء البريطاني (هارلد ماكميلان )حول مشكلات الحلف الأطلسي - الرئيسان يبحثان مسألة إنشاء أسطول نووي لحلف الأطلسي - في منزل ماكميلان الريفي في بيرش غروف ).
وكي لاأتهم بالحذلقة اللغوية في زمن تحديات العصر وتقنياته وحاسوبه التي تواجه لغتنا العربية المظلومة فإني هنا- والقارئ شاهد - أتجنب كتابة » بيد أن ) وأستبدلها بعبارة الاستئناف المألوفة »غير أن) وأقول : غير أن ذروة ذلك العدد يبلغها القارئ حين يطالع في صفحته الأخيرة زاوية أفكار حرة وكانت يومها بقلم جلال فاروق الشريف (أول رئيس تحرير لصحيفة الوحدة السابقة) بعنوان يحمل معناه الأساس الأهم والإلزام لمهنة الصحافة على تنوع مجالاتها وأنشطتها والمعيار الأخلاقي الأعظم لممارسة هذه المهنة الخطيرة التي تجسد الحرية المسؤولة ضم ذلك العنوان أربع كلمات لاغير هي الدستور لمهنة الصحافة : ( مهمة جديرة بإنسان حر ).