إنها الأسواق الشعبية أو ما يطلق عليها (الأسواق المتنقلة) حيث يعود ظهور هذه الأسواق إلى مطلع التسعينيات من القرن الماضي فكان البائع في حينها يمتلك عربة صغيرة توضع عليها سلع متنوعة يجول بها داخل الأحياء, أما الآن فقط تقلصت هذه الظاهرة بعد أن تمكن عدد من الباعة من خلق مواقع متعددة وفي أوقات مختلفة لتكون بمثابة سوق يرتادها المتسوقون.
والمراقب لهذه الأسواق الشعبية والمتنقلة يرى من النظرة الأولى طباع وعادات العديد من القرى من خلال إقبالهم على سلعة بعينها دون سواها.
وتحتوي الأسواق على كل شيء تقريباً من أزياء وملابس إلى العطور وأدوات التجميل والإكسسوارات والأدوات والأواني المنزلية مروراً بالأحذية والحقائب إلى جانب الفاكهة والخضراوات والأغذية المتنوعة المختلفة.
وبالنسبة لأسعار المعروضات والسلع فهي في متناول يد كافة فئات المحافظة حيث يتم عرض البضائع دون أي حساب لتكاليف المحال التجارية المعتادة من إيجار وكهرباء وماء وضرائب وعمالة وغيرها ومعظم الباعة من خارج المحافظة.
لكن اللافت للنظر أن هناك بعض الأسعار المغالى فيها مقارنة بمثيلاتها في مناطق أخرى قريبة كمدينة دمشق وفي أحيان أخرى تختلف الأسعار من قرية لأخرى وهذا ليس تبعاً لثراء من يقطنون بهذه القرية أو تلك بل تبعاً لاهتمام أهل القرية بأشياء معينة, وطبعاً لا يتخلص الأهالي من عادة (المفاصلة) والرغبة في مناقشة الأسعار والتي اكتسبت مع مرور الأيام وأصبحت عادة ولذلك نجد الباعة يقومون برفع الأسعار حتى يتمكنوا من الوصول إلى المستوى الطبيعي لثمن السلعة بعد فصال شاق مع الزبائن.
وحول رأسمال الباعة في الأسواق يقول أحد الباعة: إن الدخول إلى سوق الاثنين في خان أرنبة لا يتطلب رأسمال كبير لذا فإنه لا يحتاج إلى تمويل مستمر وإنما تمويل ذاتي بين الحين والآخر, وهو يرى ان الأسواق الشعبية تحتاج إلى وسائل عرض مبتكرة مثل التي تقام في أسواق الدول المتقدمة.
ويصل عدد رواد السوق الذي يقام في مركز المحافظة إلى ما يقارب الألف زائر ويرتفع هذا العدد ليصل في مواسم الأعياد إلى أضعاف مضاعفة, وتشكل النساء السواد الأعظم من رواد السوق والأسواق الشعبية بشكل عام في القنيطرة.
أخيراً:
تشهد الأسواق الشعبية بشكل عام ازدحاماً واضحاً وتعبر عن صور واقعية على مستوى دخل الأسرة الذي يبحث عن توفير في المصروف بأي شكل من الأشكال وكذلك الرغبة في الحصول على احتياجات كل أسرة وبأسعار أقل بكثير من المعروض في المحال التجارية ولاقت هذه الأسواق نجاحاً واضحاً في جذب الجمهور حيث إنها تعج بالبشر من كافة الأعمار والفئات .