الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين يتوقف في جريدة ( الاتحاد) عند شاعرية بدوي الجبل يقول عنه: جمال شعره ينبع من تلك الغوايات الجميلة التي طلع منها هذا الشعر, حيث الاثم والطهارة , متداخلان والشك واليقين والوطن والغربة , والفرح والالم والمنفى والاقامة وحيث يعلو قلق الشاعر الكبير على كل شيء , فلا يبقى ظاهرا للعيان سواه بعد ان تغرق السفينة والربان في البحر.شعر بدوي الجبل بمثابة راية فوق الموج عالية مرتجفة في الرياح تكاد تصبح هذه الارتجافة دليل نشوتها وصيرورتها في حين ان كل شيء ما خلاها قد سقط الى القاع, يؤخذ القارىء بالتدفق الشعري العارم للبدوي فأبياته تتدافع كأحصنة في سباق والمعنى محمول على صهواتها بخفة ورشاقة ويكاد يتوارى في اندفاعها وتكاد قصيدة ( اللهب القدسي) تختصر اهم العناصر الاسلوبية والجمالية للشاعر.. تظهر في اللهب القدسي الديباجة وهي ديباج الشعر بريقه وخطفه وتعرجاته التي هي كموج البحر وانعكاس الضوء وما الى ذلك من عناصر تخطف نظر الناظر الى الديباج وتخطف نظر وسمع قارىء القصيدة وهذه الديباجة الموصوفة نجدها ايضا في قصائد اخرى مثل قصيدة ( هواجس ) وقصيدة ( خالقة) وفيها البيت المفرد التالي:
لو كنت في جنة الفردوس واحد
من حورها لتجلى الله في الحور
فنزول المعنى الخالص او المتعارض في الوزن الخالص هو سر الحفر والتنزيل الشعريين في هذا البيت وما يشبهه من شعر البدوي ويفخم بدوي الجبل القصيدة ويعتد بشعره يقول :
الخالدان ( ولا اعد الشمس) شعري والزمان