لكن أجواء الترحيب بالحوار عكرها إشكال أمني أدى الى مقتل المسؤول في تيار المردة يوسف فرنجية في الكورة بالاضافة الى تكثيف الطيران الحربي الاسرائيلي تحليقه في مختلف المناطق اللبنانية.
فقد أكد الرئيس سليمان أمس ان العلاقة السورية اللبنانية وضعت على السكة الصحيحة وان كل الامور تطرح بصدقية وصراحة وثقة متبادلة.
جاء ذلك خلال لقائه وفد لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة ادريان غوتير.
وحول انطلاق طاولة الحوار أكد سليمان ان الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الابرز للجلسة المقبلة التي سيتم فيها دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات لتحقيق الاهداف وتحصين لبنان خصوصاً ان أجواء المتحاورين كانت ممتازة.
من جهة اخرى أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمروموسى أن بداية الحوار الوطني اللبناني بين الاطراف اللبنانية المختلفة مشجعه وانه لمس ادراك المتحاورين بالظروف المتغيرة الامر الذي يمكن ان يكون مشجعاً لنجاح الحوار.
وأعرب موسى خلال لقائه نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي لعملية السلام في الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف عن أمله في نجاح هذا الحوار واستمراره.
في غضون ذلك أكد وزير العمل محمد فنيش أن محاولات الحديث عن نزع سلاح المقاومة أو أنه هو المشكلة هو قفز عن الحقائق موضحاً ان المشكلة هي في وجود الكيان الصهيوني الغاصب داعياً القوى السياسية اللبنانية الى اجراء المصالحة الشاملة لكي تعود الحياة السياسية في لبنان الى طبيعتها.
بدوره أكد النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة استمرار المقاومة في خطها ونهجها مشيراً الى أن المقاومة قدمت انموذجاً واضحاً وجلياً ليس له بديل في المدى المنظور وهو الخيار الاجدى في تحقيق الحماية الحقيقية للبنان في مواجهة خطر العدو الاسرائيلي.
من جانبه دعا النائب مروان فارس الى ضرورة توسيع هيئة الحوار وقال ان القوى القائمة على الأرض وبشكل خاص في الأحزاب الوطنية هي التي يجب أن تمثل في الحوار وإلا سوف يبقى الحوار القائم على الصيغة الراهنة أمراً غير مجد في حل النزاعات الداخلية.
كما دعا الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر الى توسيع طاولة الحوار لتشمل أكبر عدد ممكن من التيارات والقيادات الممثلة للشعب اللبناني لأن ذلك يشكل مصلحة للحوار.
أما رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن فحذر من أن اصرار البعض في قوى 14 شباط على عدم توسيع المشاركة سيؤدي الى خلل يعوق عملية الحوار.
وبدوره أكد الوزير السابق بشارة مرهج أهمية توسيع طاولة الحوار الوطني وضرورة اشراك كافة القوى السياسية ولا سيما ان المصلحة الوطنية هي التي تحكم الحوار في حين يرفض بعض أطراف فريق 14 شباط أي مشاركين وقال يجب على الجميع التنبه للمخططات الاسرائيلية وعملائها أصحاب المشاريع المشبوهة التي تسعى الى زرع الفتنة المتنقلة من أجل ضرب الاستقرار في لبنان.
من جهته أكد الخبير بالشؤون الاستراتيجية الدكتور أمين حطيط ان نجاح الحوار الوطني والوصول الى اقرار استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من العدو الاسرائيلي والتصدي له هو حاجة ماسة وضرورية في ظل المخاطر التي تواجه المنطقة.
من جهة اخرى أكد الوزير السابق سليمان فرنجية انه مع المصالحة الوطنية اللبنانية لكن في الوقت نفسه لابد من محاكمة المجرمين المسؤولين عن قتل يوسف فرنجية في الكورة.
وقال في مؤمر صحفي ان التهرب من مسؤولية ما جرى سيصب الزيت على النار مطالباً الجيش والقضاء بأن يحقق بالموضوع بعيداً عن التدخلات.
وكان بيان صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني قد قال ان اشكالاً أمنياً وقع فجر أمس في بلدة بصرما-الكورة بين عناصر حزبية أدى الى وقوع قتيلين وثلاثة جرحى بينهم المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ميشال مخايل.
وفي سياق آخر كثف الطيران الحربي الاسرائيلي تحليقه في أجواء مناطق النبطية واقليم التفاح ومرجعيون والخيام وعلى علو متوسط.
كمالاحظ المواطنون في الجنوب تعرض شبكتي الهاتف الخليوي والفضائيات التلفزيونية لتشويش بالتزامن مع تحليق الطيران التجسسي المعادي.