واضاف موراتينوس في لقاء مع اخبار التلفزيون السوري: اننا نعتقد أنه من الممكن تطوير العلاقات أكثر وانه من خلال الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو الى دمشق يمكن زيادة مستوي الثقة السياسية وتقوية العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلاقة التاريخية التي جمعت بين الشعبين السوري والاسباني منذ سنوات طويلة.
وقال موراتينوس: أيضا تمت مناقشة عملية السلام في الشرق الاوسط والجهود التي بذلتها سورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وفي لبنان والبدء بمحادثات سلام غير مباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية وكذلك دعم القضية الفلسطينية من خلال المساعدة على توحيد الصف الفلسطيني في وقت هناك أمل بتحقيق السلام.
وأوضح وزير الخارجية الاسباني أنه يجب التحضير لزيارة رئيس الوزراء الاسباني الى سورية سياسيا من خلال الاعداد لحوار مؤسساتي بين مختلف الوزارات بالدرجة الاولي مع وزير الخارجية السيد وليد المعلم الذي سيزور اسبانيا لمتابعة التحضيرات لهذه الزيارة وأيضا مع نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري الذي زار اسبانيا وكانت زيارته مهمة جدا حيث كانت الاولي لمسؤول اقتصادي سوري الى اسبانيا وفتحت الابواب لعلاقات اقتصادية وتجارية.
وأضاف موراتينوس.. اننا نريد أن نهييء اطارا قانونيا لنشاط المستثمرين الاسبانيين المهتمين بالتعاون مع سورية ونعمل لتطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات .
وأشار موراتينوس حول الدور الذي ستلعبه بلاده في محادثات السلام الى أن اسبانيا ملتزمة دائما بالسلام وتحاول أن تساعد وتكون مفيدة في هذا المجال وأن تستخدم قدرتها على الحوار والتواصل مع كل الاطراف وسوف تستمر في هذا الدور ونتمني أن يعمل الجميع بروح مؤتمر مدريد لتحقيق السلام الشامل الذي تريد اسبانيا والاتحاد الاوروبي أن يتحقق.
وقال موراتينوس: ان المصالح الاوروبية مرتبطة بشكل وثيق بمصالح الشرق الاوسط بحيث انه من الصعب الفصل بين الجانبين لذلك يجب أن تكون اوروبا جزءا من أي حل أو أي اتفاق لانه بالنهاية سوف يؤثر على المستقبل المشترك للمنطقة وفي هذا المجال من الافضل العمل والبناء معا وتحقيق السلام .
وحول مستقبل الدور الاوروبي في هذا المجال أوضح موراتينوس أن الرئاسة الحالىة للاتحاد الاوروبي فعالة جدا والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يقود هذه الرئاسة حيث دعا الى قمة الاتحاد من أجل المتوسط والتي لاقت نجاحا كبيرا وأيضا الاتحاد الاوروبي حاضر في مختلف الازمات التي حدثت خلال هذا الصيف واستطاع أن يواجهها بشكل فعال وعندما يحين دور الشرق الاوسط ستكون اوروبا حاضرة ومستعدة لمساعدة الاطراف على ايجاد حلول نهائية لافتا الى أن الرئاسة الفرنسية الحالىة للاتحاد الاوروبي أنشأت حالة جديدة ودورا جديدا لاوروبا في المنطقة.
وأكد موراتينوس أن زيارته الى سورية ستساعد في اعادة اطلاق مشروع برشلونة وسورية تتمتع دائما بدور هام ولضمان نجاح هذا المشروع علىنا أن نتعاون معها لافتا الى أن النجاح يتطلب مشاركة فعالة وبناءة من قبل كل الدول وسورية من ضمنها.
وحول الوضع العام في لبنان قال موراتينوس.. الجو العام جيد ومرضي وهناك اطلاق للحوار الوطني وتوجه نحو المصالحة وتقرير من قبل اللبنانيين لمستقبلهم.. وتصورنا بأن كل المحادثات التي قمنا بها أعطت في النهاية ثمارها مشيرا الى انه من دون الدور والمشاركة الايجابية والبناءة لسورية لم يكن من الممكن الوصول الى اتفاق الدوحة والخطوات اللاحقة.. والعماد ميشال سليمان يحظي بتأييد كل القوي السياسية وله علاقات جيدة مع سورية وهذا ما تجلي بزيارته الى دمشق.
واضاف ان اوروبا تعترف بالمكانة والدور الذي تتمع به سورية لذلك نري الان ان هناك قائمة طويلة من وزراء الخارجية الاوروبيين الذين سيزورن سورية وعمليا كل دول الاتحاد الاوروبي لها علاقات جيدة وايجابية مع سورية.
وحول تقوية العلاقات بين سورية واسبانيا قال موراتينوس.. بالتأكيد لا يوجد أي سبب يمنع تطوير هذه العلاقات وخاصة في هذه المرحلة الجديدة نحن في بداية القرن الواحد والعشرين واسبانيا سوف تترأس في العام 2010 الاتحاد الاوروبي ولذلك يجب أن نمتن هذه العلاقة الاستراتيجية بين اسبانيا وسورية وادخالها ضمن اطار الاتحاد الاوربي وكل ذلك ضمن علاقة تجمعنا فيها سنوات طويلة من التاريخ والثقافة الغنية جدا التي نتقاسمها والطموح الى التحديث والتقنيات والتكنولويجا الحديثة في المجال العلمي والصناعي وبالتأكيد هناك الكثير من جوانب التعاون بين سورية واسبانيا.
وأوضح موراتينوس أن اسبانيا كانت مقتنعة بالعمل مع سورية وكان خطأ كبيرا محاولة عزل سورية لانه بالدرجة الاولي لا يمكن عزلها وثانيا من خلال هذه السياسات والتوجهات تمت محاولة منعها من ان تقوم بدورها الايجابي والبناء بشكله الامثل ولذلك حافظنا بصلابة على موقفنا بالعمل مع سورية والحفاظ على قناة الحوار واستطعنا توسيع الحوار والان بفضل التصور الجديد الذي تبنته فرنسا لصالح سورية والاتحاد الاوروبي بأكمله يقترب من سورية ويكثف الاتصال بها ويجب تعزيز وتطوير هذه الاتصالات.
وحول جدية اسرائيل في محادثات السلام مع الفلسطينيين قال موراتينوس: اعتقد ذلك ولكن هناك سياسة استيطان اسرائيلية تمت ادانتها من قبل المجتمع الدولي وكذلك الاتحاد الاوروبي واسبانيا وهذا السياسة الاستيطانية تشكل عائقا كبيرا لاستمرار المحادثات ولا نقول ذلك فقط لتطبيق الشرعية الدولية التي هي بكل تأكيد العامل الاساسي لادانتنا لهذه السياسة ولكن نقوم بذلك لاجل السلام لانه اذا لم يتم تجميد سياسة الاستيطان هذه فسيكون من الصعب استمرار المحادثات بين الفلسطينيين واسرائيل والوصول الى اتفاق فيما يتعلق بحدود عام 1967 حيث لم تكن موجودة المستوطنات ولا وجود لابنية اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية لذلك يجب علىنا العمل على ايقاف سياسة الاستيطان وازالتها بالكامل.
وأكد موراتينوس أن استمرار اسرائيل ببناء جدار الفصل يعيق حركة الفلسطينيين ولا يساعد على بناء الثقة المتبادلة واعتقد انه اذا تم التوصل الى اتفاق سيتم الوصول الى حل لهذا الخلاف والمهم ان يتم رسم الحدود على اساس خط 1967 والشرعية الدولية وان تصل الاطراف الى اتفاق يضع نهاية لهذا الصراع.
وحول الانتخابات الامريكية المقبلة ودور الولايات المتحدة في عملية السلام قال موراتينوس.. بالطبع هو دور قوة عظمي والولايات المتحدة لاتزال في موقع أحد أكبر قادة العالم ولكن العالم يتغير وبالتالى هناك فعالىات جديدة ووسائل جديدة وهياكل جديدة عند القيام بمبادرات ومحادثات ولا يمكننا ان ننتظر ان تقوم قوة عظمي واحدة بالاملاء وان تقوم بشكل فردي بفرض اتفاق معين لقد ولت هذه الازمان والان نحن بحاجة الى دور فعال للولايات المتحدة وايضا لدور فعال لدول أخرى.
واضاف موراتينوس ان الاتحاد الاوروبي يود الىوم القيام بدور ما وتحمل مسؤولياته في العالم وكذلك توجه الصين وروسيا اللتين لديهما حالىا موقع عالمي جديد وبالتالى يجب علىنا الا ننسى هذا التشكيل الجديد في الترتيب العالمي وعلىنا أن نتأقلم مع حالة التوازن الجديدة التي ستظهر في السنوات القادمة.
وقال موراتينوس.. ان العالم الوحيد القطب قد انتهي ولاحظت ذلك في كل نشاطاتي الدبلوماسية ورأيت أن الدول والاقالىم تقرر مصيرها بنفسها وليس علىهم انتظار الضوء الاخضر من بروكسل أو من واشنطن او من اي عاصمة أخرى وهذا جيد واثاره المستقبلية ايجابية على العالم .
وفي نهاية اللقاء هنأ موراتينوس الشعب السوري على التزامه الدائم بمسيرة السلام ومحافظته على ارادة التحديث وأشار الى الود الموجود بين الاسبانيين والسوريين متمنيا ان يزور الكثير من السياح الاسبان سورية وان يقوم الشعبان اللذان تربطهما علاقات تاريخية عريقة ببناءمستقبلهما المشترك .