تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسة الغطرسة الأميركية ونشر الإرهاب في سورية والعراق

شؤون سياسية
الاثنين 30-6-2014
 منير الموسى

ليس قول وزير خارجية أميركا إن داعش تنظيم إرهابي وإنه يهدد السلم والأمن الدولي إلا ذراً للرماد في العيون لأن تدمير العراق في 2003 واحتلاله لم يكن من أجل الديمقراطية ولا أسلحة الدمار الشامل المزعومة، بل كان ثمة نظام في بغداد فشل في حربه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فوجب التخلص منه وتدمير إمكانات العراق أكثر خلال مرحلة انتقالية، ثم الإتيان بإرهابيين تكفيريين يتم تدجيجهم بكل أنواع السلاح حتى المحظور دولياً للقضاء على إيران وعلى محور المقاومة من أجل راحة نفس إسرائيل والهيمنة على المنطقة والعالم.

فالسياسة الخارجية لواشنطن هي التي تنشر الإرهاب في ليبيا وسورية والعراق، وواشنطن مسؤولة عما جرى لليبيا، والتزاماتها في العراق جعلت هذا البلد ملاذاً للإرهاب، وفي سورية هناك تسليح أميركي لـ «المتمردين»، فأصبحت واشنطن شريكا لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في الإرهاب، هذا ما قاله السيناتور الأميركي راند بول لشبكة سي إن إن.‏

فإذا كانت داعش والنصرة وغيرهما منظمات إرهابية حسب قول كيري فلماذا تقف الولايات المتحدة متفرجة، ولماذا لا تتقدم بمشروع إلى مجلس الأمن لمحاسبة داعمي الإرهاب الظاهريين في السعودية وقطر وتركيا على الأقل؟ وهي دول لم تتردد يوماً في دعمه ولم تردعها القوانين الدولية الخاصة بمحاربة الإرهاب لأنها صارت على مستوى واحد من الحصانة الإمبريالية مع إسرائيل ضد الملاحقة الدولية ، ومعروف أن الجيش العربي السوري حاضر على الجانب المحرر من الجولان وعلى حدود لبنان والأردن والحدود التركية لمنع تسلل الإرهابيين الوهابيين الذين يدخلون سورية بعلم أميركا وبموافقتها وموافقة حلف الأطلسي الذي تعد تركيا عضواً فيه. فأميركا تريد مقاتلين لحسابها خارجين على الشرعية الدولية تحميهم وتدعمهم بالمال والسلاح ليمارسوا كل أنواع الإرهاب والمجازر والمذابح واستخدام كل الأسلحة الممنوعة كالمواد الكيميائية وربما الأسلحة النووية ضد جيوش وشعوب المنطقة، مخالفةً كل المعاهدات الدولية والإنسانية معتقدة أن لا تبعات أخلاقية عليها، فتقوم دبلوماسيتها بالتغطية عليهم بمقابل جعل ضحايا الإرهاب هم المسؤولين عما يجري.‏

والدول التي تولج الإرهابيين إلى سورية وتتخذ من أراضيها قواعد لهم للانطلاق منها معروفة، وهي ذاتها التي سيرتد عليها الإرهاب، وقد ألمح وزير دفاع بريطانيا أكبر الأذرع الاستعمارية أنه سيحمي الدول التي ترعى الإرهاب إن ارتد عليها هذا الإرهاب.‏

حلف العدوان لا ينفك يخوض حرباً بعد حرب ويتكبد الخسائر تلو الخسائر في ثلاثة حروب كبرى (العراق / إيران والعراق / الكويت، غزو 2003) والحرب على غزة وعلى لبنان، وكل ذلك لإجبار دول المنطقة على التوقيع على اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة تحفظ أمن إسرائيل وهيمنة الغرب وترك المنطقة عائمة على رمال متحركة بل تحريك نزعات انفصالية فيها وبيع نفط المنطقة بأبخس الأسعار لإسرائيل ولدول أوروبا، ولكن حلف العدوان دخل في المستنقعات التي قد يغرق بها بعد الصمود الأسطوري لشعوب المنطقة بمواجهة الإرهاب فخطط أوباما بهذا الجزء من العالم لا تريد أن تنتهي حتى الآن، وقد فقد الآلاف من الأميركيين حياتهم في حروبها، وأهدرت الإدارات الأميركية ترليونات من الدولارات. وواشنطن لا تريد تثبيت الأمن والسلام في العالم ولا تخشى الجماعات التي تربت في كنف السي آي إيه والتي تسيطر على مناطق سورية وعراقية. وربما تجعل من فزاعة أيضاً لتخويف أوروبا كي لا تخرج وتشب على طوقها.‏

إدارة أوباما تذكرنا بإدارة هاري ترومان الذي ساعد على إقامة الكيان الإرهابي الصهيوني في المنطقة، وأوباما زاد على كل الإدارات السابقة الداعمة لإسرائيل في جرائمها، جريمة زرع الإرهاب في المنطقة وقد أدت سياسات واشنطن في العالم إلى نكسات كبرى لها وهي لا تكاد تخرج من فخ نصبته حتى تقع في آخر، لأن قيادة العالم لا تكون بالغطرسة ولا بالقوة بل بالتعاون البناء مع مختلف دول العالم لبناء عالم تسوده العلاقات الإنسانية والتراحم، وهذا ما لم يفهمه رجل الكابوي حتى الآن على الرغم من تحطم المشروعات الاستعمارية على الصخرة السورية، وذلك بسبب وجود وسواسين يلعبان به هما بريطانيا والصهيونية إضافة لأذرعهما الإرهابية في الخليج والأنظمة الدكتاتورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية