يسلط الكتاب الضوء على مراحل تطور الدعاية الغربية وأهم الأساليب والطرق التي تنتهجها وسائل إعلام هذه الدول ووسائل إعلام الدول التي تدور في فلكها لإنجاح عملية التلاعب بعقول شعوب الدول المستهدفة والتحكم بها.
وكتب الدكتور خلف علي المفتاح تقديماً قال فيه: الإعلام ليس سلطة رابعة فقط كما يقال ولم يعد مجرد ترف بل إنه الطريق الأول لتغيير المستقبل وقبل ذلك صنع الواقع وتكييفه حسب الرغبات التي يرسمها هؤلاء ويقدمونها على أنها حقائق لاتقبل الشك والجدل.
الطريق إلى ذلك معروف وأداته واضحة هي الدعاية, الأداة الأكثر فاعلية والأكثر كلفة وجهداً رغم أنها تصنف في مصاف السهل الممتنع, سهلة لأنها واضحة المعالم والسمات وممتنعة لأنها أصبحت اليوم أكثر تعقيداً وكلفة بعد أن تطورت التقنية, وصار التضليل هو الغاية النهائية لأنه يعني تسويق فكرة أو موقف مغاير للواقع, والتلاعب به لتغيير وجهات النظر الموجودة لدى الرأي العام عن أي موضوع كان.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة القيمة لتفضح أساليب التزوير والتضليل في الخطاب العام الذي يمارسه أشخاص أو احزاب أو دول لتصل من خلالها إلى تحقيق مكاسب هي بحاجة إليها لتكسب حرباً أو لتحقق نصراً دبلوماسياً أو سياسياً, ولهذا كانت المهمة صعبة في هذه الدراسة لكشف التزوير والتظليل والإنحراف في طرق التأثير على الجماهير, وفي الوقت نفسه هي ممتعة وذات فائدة كبيرة لوضوحها واختصارها وهنا تكمن البلاغة بقدرتها على الإحاطة بكل التفاصيل التقنية والفنية من جهة والعاطفية والنفسية لدى المتلقي من جهة ثانية.