تنتظر اللحظة والبيئة المناسبة التي تكون فيها نفسية الطفل بحاجة ماسة لاستحضار ما مضى واستخراج تلك المشاهدات من تيه الذاكرة والنفس بما يتلاءم ويواكب حالته النفسية والسيكولوجية في تلك اللحظة والتي ترتبط وتتقاطع بشكل أو بأخر مع تلك المشاهدات والصور بحدث مستجد حصل معه.
في تلك اللحظة التي ربما يكون فيها الطفل قد أصبح مراهقا أو شابا يصبح في اغلب الأحيان أسير تلك المشاهدات التي حفظتها واكتنزتها ذاكرته، وقد يقع أحيانا فريسة سهلة بين أنيابها، خاصة إذا كانت المشاهد والصور المكتزنة لديه متخمة بالدماء والأشلاء والعنف الأسري والمجتمعي، وهو الأمر الذي يُدخله بحالة من الاضطراب النفسي والسلوكي قد تنغص عليه حياته، وقد تنعكس سلبا وكارثية على أسرته ومجتمعه.
ما نخلص القول إليه أنه يتوجب على الأهل توخي الحذر جيدا حيال هذا الموضوع الهام لجهة إبعاد أطفالهم قدر المستطاع عن مشاهد القتل والدماء التي تجتاحنا من كل جانب والتي باتت المادة الرئيسة والوجبة الأساسية لمعظم أحاديثنا وجلساتنا وأمسياتنا وذلك حفاظا على ذاكرته نقية صافية خالية من الشوائب والسموم التي قد تعكر وتسمم حياته وحياة أهله ومجتمعه في المستقبل، هذا بالإضافة إلى ضرورة تجنب الأهل للمشاجرات أمام الطفل وحل خلافاتهما بعيدا عن أعين ومسامع أطفالهم، كما يجب عدم معاملتهم بعنف و قساوة واتباع الوسائل والأساليب التربوية الصحيحة التي لطالما دعونا ونصحنا باستخدامها داخل المنزل.