تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغارديان...تشومسكي.. يهاجم السياسة الأميركية

شؤون سياسية
السبت 28-11-2009م
ترجمة: خديجة القصاب

لانه من اكثر النقاد تشهيرا بالامبريالية الاميركية في الغرب يعتبر المعلقون على تعدد مشاربهم نعوم تشومسكي سوبر ستار المفكرين الناطقين باللغة الانكليزية،

وها نحن هنا نعلق على أحدث محاضرة لمبتكر البنيوية في علم اللسانيات، صاحب السمعة الاكاديمية الرفيعة، جليس رؤساء جمهوريات عظمى وضيف المحافل السياسية الدولية، ألقاها تشومسكي في لندن مؤخرا لتسجل أضخم حضور على صعيد شباك تذاكر تلك القراءات السياسية، تناولت المحاضرة مناقشة الازمات الدولية الساخنة بما في ذلك تلك المشتعلة في الشرق الاوسط وخاصة الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة، ورغم مقاطعة شريحة من وسائل الإعلام الغربية المرتبطة بدوائر السياسة الاميركية الاستعمارية- كما وصفتها الصحيفة البريطانية لـ« تشومسكي» إلا أنه ظل يهاجم الدور الامبريالي للولايات المتحدة والمتنامي في أرجاء العالم منذ حرب فيتنام مع العلم أنه تجاوز سن الثمانين.‏

يكشف تشومسكي في محاضرته كيف اتخذت مؤسسة النفط الاميركية قرارات باتباع نهج سار عليه قطاع التأمين الصناعي فحقق نجاحات سريعة من خلال تصفية معاقل الاصلاحات الصحية الماضية، وهي خطوات يتبعها البيت الابيض اليوم كما تبين من خلال الآمال المخيبة التي تجهر بها بعض وسائل الاعلام شبه المستقلة، ومن المتوقع ان تندد بها قمة خاصة بالتغير المناخي ستعقد في كوبنهاغن الشهر القادم وستعكس تردي الواقع الصحي في عدد من دول الشمال والجنوب على حد سواء. ويتابع تشومسكي الامر الوحيد الذي يشهد تغيرات على الصعيد السياسي هو اشكال القوى والتيارات التي تأسست منذ قيام الحكم الجمهوري حسبما طالب جايمز مايسون وهو سياسي اميركي مخضرم شدد على ضرورة ان تحمي الدولة الجديدة الاقليات مقابل الاكثرية الانغلوساكسونية. لقد دعم هذا المفكر حملة اوباما الانتخابية وكانت ضمانات فوزه بالرئاسة متأرجحة لكن تشومسكي نظر الى فترة رئاسة أوباما باعتبارها تمثل تراجعا إلى الوراء باتجاه المركزية السياسية مع استمرارية الانكماش على صعيد الخارجية الاميركية وايديولوجياتها المعاصرة منذ ايام إدارة جورج بوش الثانية، وكانت سياسة البيت الابيض خلال ولاية بوش الابن الأولى بعيدة عن الطريق التي سارت عليه قبل ذلك، ففي عهد هذا الرئيس تقلصت هيبة واحترام الدولة الاميركية الى درجة لم تشهدها خلال تاريخها الحديث الامر الذي لم يحبذه انصار تربع الولايات المتحدة كقوة عظمى على العالم وسرعان ما اصيب تشومسكي بخيبة أمل شبيهة بتلك التي قوضت آمال شعوب العالم الثالث، فالوعود بتغيير سياسي جذري وهي طروحات اوباما خلال حملته الانتخابية المنمقة اصبحت فارغة من مضامينها بعيد تسلمه الحكم فهو لم يوجه أي انتقادات مباشرة لحرب واشنطن على العراق بل اعتبرها أوباما تخبطاً وارتباكاً استراتيجياً ليس إلا.‏

ويصف عدد من الناشطين في مجال حقوق الانسان غزو الولايات المتحدة لافغانستان أنه من أكثر الاعمال غير الاخلاقية في التاريخ الحديث وهو الأمر الذي وحد صفوف المجاهدين ودفعهم للالتفاف حول تنظيم القاعدة ورفع من جاهزية اعمال تلك الحركة بشكل كبير، فتوفير أمن سكان شعوب العالم الثالث ليس أولوية رئيسية في اجندة السياسة الاميركية، يقول تشومسكي هناك عدد من الدول لا تكترث لتلك النواحي الاخلاقية ويضيف تشومسكي: يعمل أوباما على تصعيد الحرب في كل العراق وافغانستان وما الاحتلال العسكري لاراضي الدولتين إلا تأكيد على قدرات كل من حلف الناتو والولايات المتحدة العسكرية باعتبارهما قوتين عظميين وهو المحور الرئيس الذي تدور حوله طروح تشومسكي الخاصة بالسيطرة الاميركية على العالم.‏

ويرجع تشومسكي إلى مرحلة صياغة ما يسمى بالخطط الاستراتيجية لبسط نفوذ وهيمنة الولايات المتحدة على العالم منذ مطلع الاربعينيات تم توجيه إدارات واشنطن المتعاقبة لسياساتها على غرار ما يفعل عرابو المافيات وذلك رغم معارضة شرائح من الشارع الاميركي، ألم تعاقب تلك الفئات المعارضة بوضع اسماء مؤيديها على قوائم سوداء وما شابه؟‏

وتلحق تلك السياسة الاذى بالمصالح التجارية الاميركية وابرز مثال الحصار الاقتصادي الاميركي المفروض على كوبا الذي بدأ يمتد كالعدوى إلى بلدان اخرى.‏

يقول تشومسكي إن الفجوة ستتسع بين مصالح الذين يحكمون سيطرتهم على سياسة الولايات المتحدة الخارجية وعامة الشعب الاميركي طالما ان واشنطن تدعم الاسرائيليين بشكل دائم، وتعود اسباب رفض تل ابيب إيجاد حل لاقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية منذ اكثر من ثلاثين عاما وحتى اليوم كما هو معروف لكون اسرائيل تشكل مصدر قوة استراتيجية وتجارية تدعم الهيمنة الاميركية على الشرق الاوسط وليس لان اللوبي الاسرائيلي يمتلك قوة مفرطة داخل الولايات المتحدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية