فجوهر العيد هو الأقدر دائماً على التخفيف من منغصات الحياة وضغوطاتها نوعا ما، والتي نشهدها ونعانيها باستمرار.
واللافت في هذه المناسبات أننا نحتار بكيفية الولوج إليها.. فلم تترك أقلامنا شيئاً إلا وسطرته وأشارت إليه حيث المكان المناسب له، بدءاً من رصد الأسواق وفوضى الأسعار من مأكل وملبس ومسكن وحتى مساحات الترفيه والتي خضعت بدورها للضرائب والرسوم تحت مسميات مختلفة .
وكذلك العادات والتقاليد الاجتماعية أخذت تخضع لمزاج لم يكن سائداً من قبل، حيث التواد والتراحم والعلاقات البسيطة والجمعة العائلية البعيدة عن التعقيد والتكلف والشعور بالغربة.
فيما نجد بهجتنا تخضع بشكل أو بآخر لقوننة وموضة العصر, فمن لايستطيع شراء هدية (معقولة إلى حد ما) لأهله .. أمه ..أخته زوجته... يعتبر نفسه لم يقم بواجب العيد, وبالتالي ينكفىء في بيته مع أسرته ليأخذ الهات دور التواصل والمعايدة بين أبناء البشر.
معبّرة وغالية
ورغم كل هذه التعقيدات والتشنجات نعود إلى روح العيد الحقيقية لندرك كم هي غالية ومعبرة ابتسامة ذاك الطفل البريء في أي مكان يطلقها، حيث العالم ينظر إلى مناخ العيد من منحى ضيق، منظار المأكل والملبس والبرستيج.ولكن إذا ما تأملنا فرحة العيد التي تتمثل في عيشنا لهذا العيد تكراراً، فهي الفرحة بحد ذاتها، حتى كلمة كل عام وأنتم بخير بدلاًمن روتينية لفظها وتكلفة قولها عند البعض فلنثقلها بمعناها الحقيقي كما صفاء العيد خير وسعادة ودفءوهو من يمنحها روحها وعذوبتها ورونقها وخفايا حروفها وأسرارها... حتى الطبيعة تناجت فرحاً وسروراً بقدومه بعد أن أشبعت أخاديدها العطش سحابات الرحمن القادمة بغيثها وخيرها من أعالي السماء لتبعد القحط والجفاف واليباس ويفترش البساط الأخضر أديم الأرض التي تحتضننا برحابة مساحتها الواسعة.
كل عام والجميع بألف خير